كما سبق وأن أشار “برلمانكم” إلى ذلك، تبخرت أحلام ناصر الزفزافي والجهات الداعمة له في الظفر بجائزة "ساخاروف" الدولية، التي يمنحها البرلمان الأوروبي للمنظمات والأشخاص الذين كرّسُوا حياتهم للدفاع عن حقوق الإنسان وحرية الفكر، بعد أن أعلنت اللجنة المنظمة للجائزة عن فوز المخرج الأوكراني "أوليغ سنطوسوف" بها. وبذلك، خابت آمال أحمد الزفزافي والد ناصر، وكذا تلك الجمعيات الوطنية والأجنبية التي تحركت بالعديد من الدول الأوروبية من أجل الترويج ل"أحقية" الزفزافي الإبن في الظفر بالجائزة. بالرغم من كون هذا الأخير ليس له تاريخ أو سجل حافل في الدفاع عن حقوق الإنسان وحرية الفكر. مشكلة الذين راهنوا على فوز ناصر الزفزافي في نيل جائزة “ساخاروف”، كونهم تناسوا أنه متابع في قضايا جنائية ترتبط بالمس بأمن وسلامة الدولة المغربية، استنادا للصور والفيديوهات التي وثقت لأحداث الحسيمة، ومسؤوليته في التحريض على العنف ضد القوات الأمنية، وإضرام النار في بناية عمومية وسيارات تابعة للدولة. وكيف يعقل أن يمنح البرلمان الأوروبي هذه الجائزة لشخص لا يفقه في القانون شيئا، ولا دراية له بالميثاق العالمي لحقوق الإنسان، اللهم كونه تسلح بالحماسة الزائدة ولم يفرق بين ما هو مسموح به دستوريا في التعبير عن آرائه والتظاهر من أجل المطالبة بالحقوق المشروعة، وبين الخروج عن سياق النظام العام وإثارة الفوضى والفتنة. وهل تغافل من اعتبروا ناصر الزفزافي واحدا من المدافعين عن حقوق الإنسان وحرية الفكر، أن البرلمان الأوروبي يضم شخصيات سياسية لها من الخبرة والدراية ما يجعلها تميز بين الجدّ والعبث، وتنظر إلى الأمور بالتعقل والواقعية، خارج منطق الشعبوية والعدمية التي حاول أولائك أن يؤثروا به على قرار هذه المؤسسة التشريعية الأوروبية.