تجري في الساعات القليلة القادمة انتخابات التصويت على مكتب مجلس المستشارين، وقبلها انتخابات رئيس مجلس المستشارين الذي أثار جدلا واسعا باعتباره ينتمي لحزب معارض، ومع ذلك فقد قررت الأغلبية الحكومية عدم تقديم مرشح عنها لمواجهة بنشماش، كما قرر حزب الاستقلال سحب مرشحه عبد الصمد قيوح، في حين قررت العدالة والتنمية الانشقاق عن كل هذه الصفوف، وتقديم نبيل الشيخي كمرشح عنها لمواجهة حكيم بنشماش. ولأن السياسة الحزبية في المغرب فقدت بوصلتها، وأصبحت عبارة عن متاهة غامضة تحتمل كل التوقعات والممارسات السريالية، فالمتوقع هو أن لا يتابع حزب الاستقلال مشاركته في اللعبة، إن لم نحتمل امتناعه عن التصويت أو غياب عدد من أعضائه عن جلسة اليوم، تفاديا للحرج الذي أراد أن يوقعه فيه حزب العدالة واالتنمية، إذ لو كان شباط لفعلها، وصوت للعدالة والتنمية، أما نزار بركة فلن تنطوي عليه اللعبة، ولن ينخرط فيها، وقد يسمح لعضوين أو ثلاث بالتصويت لصالح العدالة والتنمية، في حين سيمتنع الآخرون عن التصويت مع تسجيل غياب ملحوظ. وحسب مصادر عليمة فعزيز أخنوش بدأ العد التنازلي للدخول في غمار تهييء العدة لمواجهة العدالة والتنمية في انتخاباتت 2021، وباعتبار أن الأمر لن يكون بالأمر اليسير، فإن السيناريو الوحيد الذي تم تدارسه بعناية هو الاندماج المفترض لحزب الأصالة والمعاصرة داخل التجمع الوطني للأحرار. وتفاديا لأي مفاجآت محتملة، فإن توقع انصهار الاتحاد الدستوري داخل التجمع الوطني للأحرار أصبح شبه مؤكد، لتكون الحصيلة هي اندماج ثلاثة أحزاب في حزب واحد، كي تواجه العدالة والتنمية في الانتخابات المقبلة. وبينما تبقى تسمية الحزب هو آخر شيء يتم التفكير فيه، فقد تم اقتراح عدة تسميات منها “التجمع الوطني للأصالة والأحرار الدستوريين”، كما تم اقتراح “التجمع الدستوري للأحرار والأصالة”. وفي كل الأحوال سيتم الاحتفاظ بلفظة “التجمع”، لأنها تختزل السيناريو المطروح بمعنى “التكتل”، كما تحتفظ للحزب الأساسي الذي سيقود المرحلة بهويته أي “التجمع الوطني للأحرار”. وتتوقع الجهات المعنية بهذا السيناريو القوي، أن يحصل التجمع في هذه الحالة على أكثر من 120 مقعدا برلمانيا، في حين ستتراجع قوة العدالة والتنمية لتنحصر في ما بين 80 و90 مقعدا برلمانيا. وذكرت مصادر “برلمانكم” أن إبعاد إلياس العماري عن قيادة الأصالة والمعاصرة يندرج ضمن توفير السبل الكفيلة بإنجاح هذا السيناريو، الذي سيتمكن من خلاله الزعيم الحالي للأصالة والمعاصرة حكيم بنشماش، من ضرب عصفورين بحجر واحد للمنفعة الذاتية، عبر الاستمرار في رئاسة مجلس المستشارين، والاستفادة المحتملة من منصب وزاري في حكومة ما بعد الانتخابات القادمة. وجدير بالذكر أن حزب الأصالة والمعاصرة يعاني حاليا من انشقاقات وتجاذبات داخلية، بسبب وجود تكتلات بداخله ترفض أسلوب حكيم بنشماش، وأيضا بسبب وجود تيار قوي تابع للرئيس السابق إلياس العماري، ولذلك فإن الحزب وجد صعوبات كبيرة في جمع هياكله بما فيها مكتبه السياسي.