أقدمت جبهة ”البوليساريو” في الساعات الأولى من صباح يومه الثلاثاء، على اعتقال المدون والناشط الحقوقي، محمود زيدان، على خلفية النقد الحاد واللاذع الذي وجهه لقيادات الجبهة الانفصالية، من بينهم زعيمها إبراهيم غالي. وأفادت مصادر متطابقة أن اعتقال المدون بتهمة ”الإساءة إلى شخصيات وطنية”، جاء بعد أن وجه له ”رئيس محكمة” بتندوف استدعاء للمثول أمامه، ليتم بعد ذلك وضعه في السجن مُجددا، حيث سبق أن اعتقل قبل أيام بعد فضحه للفساد المستشري بين قيادات الجبهة. يشار إلى أن زيدان أمطر قيادات الجبهة الانفصالية بوابل من الاتهامات الخطيرة، حين أكد أنهم تحولوا إلى "مطاردين للثروة" بعد تقليص المساعدات الإنسانية وتشديد المراقبة من طرف المانحين، وأقاموا تحالفات مع شبكات الاتجار الدولي في المخدرات، بحيث يوفرون لهم الحماية مقابل مبالغ مالية مهمة. وأوضح الناشط محمود زيدان، أن اعتقال السلطات المغربية، الجزائرية والموريتانية لأبناء وأقارب قادة كبار في "البوليساريو" متورطين في تهريب المخدرات، يطرح تساؤلات كبيرة حول هوية الجهات التي تحمي المهربين، وتجعل من مخيمات تندوف "ملاذا آمنا لهم". وتساءل زيدان في حلقة أسماها ”تجار المخدرات بين الثورة والثروة”، بثت على الأنترنت، عن الأسباب التي تمنع "السلطات الصحراوية" من توقيف بارونات المخدرات في مخيمات تندوف، رغم كونهم معروفون لدى الساكنة، إذ تحولوا بين عشية وضحاها إلى "أثرياء يشيدون فيلات من الإسمنت المسلح داخل المخيمات وفي مدينة تندوف، كما يقودون سيارات فاخرة". وتطرق إلى واقعة إطلاق سراح بعض بارونات المخدرات، 24 ساعة بعد اعتقالهم من طرف ما يسمى ب "الجيش الصحراوي" وبحوزتهم مئات الكيلوغرامات من مخدر الحشيش، ما يفضح تورط قادة نافذين في جبهة البوليساريو في حماية المهربين. وذكر زيدان بأن ما يسمى ب"محكمة تندوف"، نظرت خلال سنة 2017 لوحدها، في ملفات 203 صحراويين متورطين في قضايا تهريب المخدرات، متسائلا عن أسباب عجز البوليساريو، المدعومة من الجزائر، عن وضع حد لهذه الظاهرة داخل المخيمات، رغم توفرها على 4 أجهزة أمنية ووكالة استخباراتية. واعتبر زيدان محمود أنه، وعلى ضوء هذه المعطيات، فإنه "من الجنون أن تقوم منظمة البوليساريو بشن حملة تشويه وقحة ضد المغرب بشأن تهريب المخدرات"، مضيفا أن اعتقال الجبهة ل19 مغربيا بتهمة تهريب المخدرات في يوليوز 2017 يعد "مسرحية رديئة الإخراج ذات أهداف سياسية"، حيث لم يتم اعتقال منظم هذه العملية، هادي ولد بشاري ولد لحبيب، المعروف لدى أجهزة "الأمن الصحراوي". وحسب ذات المتحدث، فإن استمرار قيادة البوليساريو في انحرافاتها سيحول مخيمات تندوف إلى مسرح للجريمة الدولية المنظمة، ما سيدخلها في خانة المناطق التي تعتبرها الأسرة الدولية "خطيرة وسوداء"، مثل "كاو" و"كيدال" في مالي، أو "بني وليد" في ليبيا.