يستغرب المتتبعون لأطوار محاكمة الصحفي توفيق بوعشرين للاختفاء المفاجئ للمحامي الإنجليزي “رودني ديكسون” والمحامية الفرنسية “راشيل ليندون” اللذان وعدا سابقا بتدويل قضية بوعشرين، وعرضها على المنظمات الدولية والحقوقية وعلى منظمة الأممالمتحدة. والغريب في هذا الإختفاء المفاجئ أنه جاء في فترة جد حاسمة، بعد أن توصلت المحكمة بتقرير الخبرة الذي يثبت أن الشرائط الجنسية لتوفيق بوعشرين صحيحة، ولم تتعرض لأي تزوير، أو تحريف، أو توضيب. وكان المحامي الإنجليزي ديكسون وزميلته الفرنسية ليندون قد قدما وعودا جد مغرية لعائلة وأصدقاء توفيق بوعشرين، مقابل أداء مبالغ مادية باهظة. ولعل أبرز إنجازات المحاميين “العالميين”، هي بعض البلاغات المحسوبة على رؤوس الأصابع، والمصاغة بطريقة إنشائية سيئة، لما تضمنته من تهديد ووعيد، ينأى عن أصول المرافعة، ومبادئ الدفاع عن المتهمين. وبينما يتساءل المتتبعون عن سر اختفاء هذين المحاميين، وعن أسباب تسللهما خلسة، دون تنبيه، يتأسف البعض الآخر للخسارة المادية التي لحقت بالمتهم وعائلته جراء تنصل هذين المحاميين من مهمة مؤازرة بوعشرين، وكأنهما طبقا في حقه المثال الدارج “كلاوه لحم ولاحوه عظم”، أو كما يقول العامة “شربو الحريرة ورماو الزلافة”. إن المحاميين ظنا في بداية الأمر أن انتماءهما إلى دول الاستعمار الأوروبي سيربك القضاء المغربي، كما ظنا أن تهديداتهما ستنال من رئيس الجلسات. ولكن حينما تبين لهما الخيط الأبيض من الخيط الأسود، واستنفذا كل ما لديهما من تهديد، ولم يجدا بين يديهما ما يكفي من الحجج لدحض اتهامات الضحايا، انفضا من حول المتهم، كما انفض قبلهما محامون مغاربة، لأن طريق الدفاع وإن كانت مفتوحة للجميع، فإنها مغلقة لكثرة الحجج والدلائل والشهادات التي تسير في طريق إدانة المتهم. وفيما لايزال المحامي المغربي محمد زيان يناصر قضية بوعشرين بصراخه وشكوكه، علما أنه سبق أن أكد في تسجيل صوتي كشفه “برلمان.كوم” منذ أزيد من شهرين، أن الأدلة ثابتة ضد المتهم، لم يبق لبعض أصدقاء توفيق بوعشرين سوى قراءة الطلاسم والجداول بحثا عن المحاميين، أصحاب عشرات ألف اليوروهات مقابل بلاغات وبيانات، وترديد المقولة المعروفة “يا ديكسون، ظهر وبان عليك الأمان”!