سيحل وزير الخارجية الفرنسي جون إيف لودريان، بالمغرب في زيارة عمل ابتداء من يوم الإثنين المقبل 10 شتنبر الجاري، يجري خلالها مباحثات مع المسؤولين المغاربة حول العلاقات الثنائية المتميزة التي تجمع بين المملكة المغربية والجمهورية الفرنسية. وتأتي زيارة رئيس الدبلوماسية الفرنسية للمغرب في ظل أزمة صامتة بين البلدين وفتور في العلاقات عقب استدعاء القضاء الفرنسي لعدد من الصحفيين المغاربة، بالإضافة إلى استقبال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لوالدة مواطن فرنسي معتقل بأحد السجون المغربية، على خلفية تورطه في قضية ترتبط بالإرهاب، والتزامه بالتدخل من أجل إطلاق سراحه، وهو ما اعتبر تدخلا في الشؤون الداخلية للمغرب. وتطمح الحكومة الفرنسية من خلال زيارة وزيرها في الخارجية للرباط إلى تبديد سوء التفاهم ونزع فتيل الأزمة الصامتة بين البلدين اللذان تجمع بينهما علاقات تاريخية لا تتأثر بتغير الحكومات وحافظت على متانتها في أحلك الظروف. وعلاقة بالموضوع، أفادت مصادر دبلوماسية مغربية ل”برلمان.كوم” أنه وبالإضافة إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك، ستكون هناك عدة ملفات على طاولة المباحثات التي سيجريها لودريان مع المسؤولين المغاربة، من بينها على وجه الخصوص قضية التجاوزات التي يقوم بها القضاء الفرنسي، وضرورة وضع حد لذلك مستقبلا. وكذا قضية الصحراء المغربية في ظل دعوة المبعوث الأممي لإجراء مفاوضات مباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو. كما ستتطرق المباحثات أيضا إلى قضايا أخرى تتعلق بتطورات الهجرة غير الشرعية نحو البلدان الأوروبية، والتي ارتفعت حدتها خلال الأشهر القليلة الماضية، وكذا بحث سبل تسوية الأزمة الليبية من أجل التوصل إلى حل توافقي بين الفرقاء الليبيين الذين دخلوا في دوامة الصراع حول السلطة منذ إسقاط نظام معمر القذافي. وأضافت ذات المصادر، أن زيارة وزير الخارجية الفرنسي ستكون أيضا فرصة للتحضير لزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمغرب والتي سيحضر فيها تدشين القطار فائق السرعة “تي جي في” الذي سيربط بين مدينتي طنجة والدار البيضاء.