تحولت مدينة الداخلية إلى قبلة للإستثمار في مجال الطاقة الريحية، وذلك بفضل ما تتوفر عليه هذه المدينة المغربية من مميزات من أهمها هبوب الرياح على امتداد فصول السنة. وعلاقة بالموضوع تعتزم شركة سولونا العاملة في تكنولوجيا سلسلة الكتل بناء مزرعة رياح قدرة 900 ميجاوات لتغذية مركز حوسبة في مدينة الداخلة. وأكد بيليزير الرئيس التنفيذي لشركة سولونا لوكالة “رويترز” أن العمل في المرحلة الأولى سيبدأ في 2019 وينتهي في غضون عام من ذلك مع إمكانية ربط الموقع بالشبكة الوطنية. وأبلغت شركة سولونا الحكومة المغربية بأنها تتوقع الإنتهاء من الموقع خلال خمس سنوات بتكلفة بين 1.4 و2.5 مليار دولار. تستثمر الشركة 100 مليون دولار في مرحلة أولية تأمل أن تولد 36 ميجاوات. سلسلة الكتل هي تكنولوجيا سجل معاملات رقمي تعالجه أجهزة الكمبيوتر لاكتساب – أو “استخراج” – عملة بتكوين الرقمية. يتطلب ذلك طاقة حوسبية هائلة والكثير من الكهرباء ويجري معظم الأحيان باستخدام أجهزة ضخمة في مستودعات بحجم مخادع الطائرات بمناطق ذات مناخ بارد في أيسلندا وكندا وشمال الصين وروسيا حيث تقل تكلفة التخلص من الحرارة المتولدة عن ذلك. وفي شهر يونيو الماضي، قدرت منصة ديجيكونوميست لتحليلات العملات المشفرة أن تعدين البتكوين يستهلك حوالي 71 تيراوات ساعة سنويا بما يقرب من عشرة بالمئة من استهلاك الصين السنوي من الطاقة. وقال بيليزير إن سولونا مدعومة من مجموعة بروكستون للاستثمار المباشر ومن المرجح أن تسعى لجمع تمويل خاص واستقطاب مستثمرين كبار من المؤسسات. يقام المشروع على مساحة 37 ألف فدان في واحدة من أكثر مناطق العالم نشاطا للرياح مما سيمكن الشركة من امتلاك مصادر طاقة مستدامة إلى جانب منشأة حوسبة لسلسلة الكتل بحجم مرفق كامل. وقال بيليزير إن الشركة لن تقوم بمعاملات العملات المشفرة في المغرب حيث تحذر السلطات المالية من استخدام هذه العملات. وقال إن مركز الكمبيوتر سيوفر الطاقة الحوسبية لشبكات سلسلة الكتل لصالح كيانات أجنبية في مقابل العملة الصعبة. ويستقطب المغرب استثمارات في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في إطار هدف لتوليد 52 بالمئة من الكهرباء من المصادر المتجددة.