تراجع استهلاك المغاربة للمشروبات الغازية مقارنة مع باقي الدول، حيث وصل إلى ما بين 18 و20 لترا للفرد الواحد في السنة، ما أدى إلى التراجع في إنتاج الشركات المنتجة الكبرى: كوكاكولا، وبيبسي، وسيفين أب، وفانتا، وسبرايت…وهو الأمر الذي يمكن شرحه بتغيير العادات الغذائية المغربية. وحسب المحللين، فالمستهلك المغربي بدأ يتوجه أكثر نحو المياه المعدنية والعصائر ومشتقات الحليب، وهو اختيار يرتبط كذلك بالتوجه نحو عادات غذائية صحية، متعلقة بالقيمة الغذائية للمشروبات ناهيك عن المشاكل الصحية التي يمكن أن تحدث مع الاستهلاك الكثير للسكريات والملونات والغازات، من ارتفاع في الوزن والسمنة التي تعد نت الأسباب الرئيسية للإصابة بأمراض السكري. ورغبة منهم في تخطي تراجع الاستهلاك في المغرب، حاول المنتجون التوجه نحو تغيير صورة المستهلك للمشروبات الغازية وتنويع العرض، عبر تقديم عبوات أصغر ومشروبات بنكهات جديدة أو بدون سكر وأخرى بسعرات حرارية أقل، وتعزيز عروضها بمسابقات تشجع الفرد على اقتناء المنتوجات. ومن جهته، أكد عزيز مكوار، رئيس الجمعية المغربية للمشروبات، أن الشركات المنتجة يجب أن تبقى في الاستماع للمستهلكين، فيما يتعلق بالأسعار وأشكال العبوات وأنواع المشروبات، مشددا على أن الشركات يجب أن تفاجئ المستهلك في المناسبات، لتبعد فكرة ارتباط المشروبات الغازية بالوجبات الغذائية فقط. هذا، وأفاد إيريك فيتيلار، المدير العام لشركة كوكاكولا بالمغرب، أن عملاق المشروبات الغازية ملم بتغيير السوق والنمط الغذائي بالمغرب، ما دفعها للبحث على أسواق جديدة تعوض بها النقص في سوق المشروبات الغازية، وكذلك عبر التوجه نحو إنتاج علامة تجارية للعصائر والمياه المعدنية والغازية تحت اسم "سيال"، التي ساهمت بشكل كبير في نمو إنتاج الشركة في المغرب ما بين 5 و9 في المائة بالمناطق الجنوبية على الخصوص. ويذكر أن المغرب يأتي في تصنيف الدول المستهلكة للمشروبات الغازية خلف الجزائر، التي يستهلك الفرد فيها قرابة 30 لترا من المشروبات الغازية بشكل سنوي، في الوقت الذي يستهلك فيه المواطن في الشرق الأوسط، خمسة أضعاف الاستهلاك في المغرب، الأمر الذي يمكن تبريره بتفضيل المغاربة شرب الشاي في مناسبات عديدة، عوض المشروبات الغازية، ما يظهر جليا استحواذ الشاي على نصف المشروبات المسوقة في المغرب.