أشرف الملك محمد السادس، اليوم الاثنين، على تدشين الطريق المداري الحضري رقم 2 الرباط -سلا، المشروع المهيكل الذي يأتي استجابة لإشكاليات الحركية والتنقل بين المدينتين التوأم. وبهذه المناسبة أطلق الملك إسم "رباط الفتح" على القنطرة الرابطة بين ضفتي نهر أبي رقراق، والتي تشكل جزء من هذه الطريق المدارية الحضرية، التي يعكس إنجازها حرص الملك على تمكين عاصمة المملكة من ولوجيات جديدة وتعزيز بنياتها الطرقية. وستساهم هذه الطريق المدارية الحضرية، التي كلف إنجازها استثمارات تناهز 520 مليون درهم (دون احتساب كلفة الوعاء العقاري)، في تخفيف الازدحام بمدينتي الرباطوسلا، وتحسين سلامة الطرق ومستعمليها، إلى جانب أثرها الإيجابي على البيئة، لاسيما عبر خفض معدل تلوث الهواء والتخفيف من حدة الضوضاء. وسيمكن هذا المشروع الهام، الذي أعطى الملك انطلاقة أشغال إنجازه في 11 ماي 2015، المواطنين من معبر جديد على نهر أبي رقراق، بما يشكل حلا عمليا لإشكاليات الحركية بين مدينتي الرباطوسلا، الناتجة أساسا عن ارتفاع الضغط الحاصل على قناطر الحسن الثاني ومولاي يوسف، والفداء، ومحمد الخامس، وكذا بعدد من الملتقيات المحورية على مستوى المدينتين. وقد تم تصميم الطريق المدارية الحضرية رقم 2 الرباط -سلا، البالغ طولها 8 كيلومترات، على شكل شارع حضري يبلغ عرضه 24 مترا، مع ثلاثة ممرات في الاتجاهين، مضاء ومطهرا، حيث تمتد هذه الطريق المدارية من شارع "تادلة" بالرباط لتنتهي عند الطريق الوطنية رقم 6 (المسماة طريق مكناس)، بسلا، متيحة بذلك ولوجا مباشرا وسريعا انطلاقا من مركز مدينة الرباط إلى غاية مطار الرباط -سلا. وبالإضافة إلى تشييد قنطرة "رباط الفتح" (190 متر)، فإن الطريق المدارية الحضرية الجديدة همت أيضا، إنجاز نفق سفلي على مستوى تقاطع شارع محمد السادس بالرباط، وبناء ممر علوي لتصريف حركة المرور على مستوى تقاطع طريق "زربية" بسلا، بما في ذلك ممر للطرامواي المزمع إنجازه، وكذا تهيئة مساحات خضراء على طول مسار هذه الطريق المدارية. وينتظر أن تستوعب حركة المرور على هذه الطريق المدارية زهاء 30 ألف مركبة، يوميا، في الاتجاهين، وهو ما يمثل حوالي 28 بالمائة من نسبة حركة المرور الإجمالية بين مدينتي الرباطوسلا. وقد أنجزت وكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق (صاحبة المشروع) هذا المحور الطرقي، بشراكة مع وزارة الداخلية، ووزارة الاقتصاد والمالية، ووزارة التجهيز والنقل واللوجيستيك والماء، وجهة الرباط -سلاالقنيطرة، وجماعتي الرباطوسلا. ويضع هذا المشروع المهيكل، الذي ينسجم تمام الانسجام مع أهداف البرنامج المندمج للتنمية الحضرية لمدينة الرباط 2014- 2018، المسمى "الرباط مدينة الأنوار، عاصمة المغرب الثقافية"، مدينتي الرباطوسلا في دينامية مثمرة للتنمية، من خلال المشاركة في تحسين ظروف عيش ساكنتيهما والحفاظ على بيئتهما. المصدر: ومع