يتذكر المغاربة صولات بنشماش حينما كان رئيسا لفريق “الأصالة والمعاصرة” بمجلس المستشارين أيام حكومتي عباس الفاسي وعبد الإله بن كيران، وهو يتحدث عن “هدر الزمن ” و”هدر المال العام ” و”الديناميات”. حكيم بنشماش الذي يعتبر اليوم أضعف رئيس عرفته الغرفة الثانية، لم يستطع وهو “الحريص” على العدالة الاجتماعية أن يحقق أي قيمة مضافة للمجلس الذي عرف في عهده الكثير من التراجعات سواء على مستوى التدبير أو الحفاظ على مكتسبات موظفات وموظفي المجلس. ففي عهده تفجرت فضيحة السيارات الفارهة لأعضاء مكتب المجلس، والفيلا المعلومة التي انتقده فيها رفاقه قبل خصومه، إلى فضائح الصفقات التي لازالت حديث المجالس في انتظار نتائج لجنة 13 التي شكلها تحت الضغط. ناهيك عن فضيحة صفقة التكوين مع الجامعة الدولية للرباط والتي لا يعرف أحد أسباب توقفها بعد دورة واحدة استفاد منها الموظفون على دفعتين، وصولا إلى التكوين خارج الحدود الذي يمر في سرية تامة ولا يستفيد منه إلا المقربون، بالإضافة إلى فضائح اللقاءات الدولية بالمجلس التي يكتب تقاريرها الموظفون ويستفيد من تعويضاتها آخرون من خارج المجلس من المتخصصين في “التقارير التركيبية”. بنشماش “البامي”، وجد نفسه أمام ديناميت حميد كوسكوس “الحركي” خليفته الرابع الذي كان عضوا في المكاتب السابقة، وكان مسؤولا عن القرارات التي يطعن فيها اليوم، لم يكن يجرؤ على فتح فمه إلا لتحقيق مصلحة لذاته أو لإخوانه في حزب “السنبلة” عملا بمبدإ “في الحركة بركة”، أصبح اليوم بقدرة قادر مصلحا ومدافعا شرسا عن “القانون”. حميد كوسكوس يتحمس ويتشجع في لعبة قلب الطاولة لو لم يكن رئيسه غارقا في العديد من الأخطاء القاتلة، ومنها صراعه غير المعلن مع بنعزوز رفيقه بحزب “الجرار” ورئيس الفريق الحالي الذي يرفض استمرار المدير السابق الحالي للفريق على رأس مديرية فريق “الأصالة” الذي تكلف بنشماش ببعثه إلى كندا في تكوين طويل الأمد، إلى حين البحث عن حل يرضي بنعزوز الذي يريد تعيين موظف آخر أكثر تجربة وحركية. وبما أن كوسكوس يعلم أن بنشماش سيدفع في اتجاه تمكين الموظف الدينامي من درجة مستشار عام، فقد عمل على خلق مجموعة من العراقيل المصطنعة ليتمكن من الفوز بحقه من الكعكة. ويتساءل المتتبعون لما يجري داخل مجلس المستشارين عن سر صمت حميد كوسكوس لمدة ثلاث سنوات عن اختلالات نظام المجلس، ومن ضمنها تمكين الفرق من حوالي 14 مصلحة إضافة إلى المديريات، حيث توجد فرق فيها مدير ورئيس مصلحة وموظف واحد، وهناك فرق يقتضي التمثيل النسبي داخل المجلس أن لا تستفيد من مصالح متعددة بحكم عدد أعضاء الفريق الذي يتجاوزه عدد الموظفين بأكثر من النصف. الحركي حميد كسكوس يعرف جيدا أنه لا يمكنه فتح مباراة للأقسام والمصالح المتضمنة في النظام، لأن ذلك يقتضي حذف المصالح الإضافية في الفرق والتي تعتبر غير قانونية طبقا لنظام المجلس. وبين ديناميات بنشماش التي أصابتها “أعطاب” بحسب التعبير المفضل لديه أيام الصولات، وديناميت كسكوس الذي يشبه فقاعات فارغة، تحول مجلس المستشارين إلى حلبة للصراع على المصالح الضيقة التي لا تخدم الوطن ولا قضاياه.