جريا على عادته الصبيانية التي تخلو بتاتا من صبغة مواقف رجل دولة، فضلا عن كونها “دولة عظيمة” كما تُكنى بذلك أمريكا، خرج ترامب رئيس الولاياتالمتحدة اليوم وبشكل مفاجئ للجميع ليلعب آخر ورقة من أوراقه في كسب رهان كأس العالم 2026، التي اختار لها أن تكون “ورقة تهديد وترهيب وتخويف” في وجه الدول الضعيفة التي تتوجس من “ماما أمريكا”، لكسب بعض الأصوات لحظة الفصل في الفوز بتنظيم الكأس العالمية في يونيو المقبل، والتي تنافس فيه أمريكا مجتمعة مع كندا والمكسيك، ملف المغرب الذي يبدو بأنه أصبح مزعجا لطموح سيد البيت الأبيض “دونالد ترامب”. تغريدة ترامب إذن التي طلع بها علينا اليوم، والتي يجب وضعها في خانة الخطر الكبير، حين وصلت درجة التهديد، أصبحت اليوم تهدد، ليس فقط أخلاق التنافس على نيل شرف تنظيم نسخة كأس العالم 2026، ولا حتى القيمة الرياضية الخالصة للعبة كرة القدم، بل أصبحت تهدد مجال الرياضة الأكثر شعبية في العالم، من حيث إدخالها لمتاهات السياسة والحرب العالمية للمصالح الاقتصادية التي يبرع فيها ترامب بشكل عنصري فج لم يعد يقبله أحد ونحن في 2018. كلمات ترامب تلك غير المسؤولة، تضع العالم اليوم بكل هيئاته الرياضية، وعلى رأسها كل من الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” ومعها لجنة الترشح ل”موروكو 2026″ أمام تحد أخلاقي ومسؤول، لإيقاف مثل هذه الترهات التي ينطق بها ترامب بين الفينة والأخرى، للتأثير والضغط بأسلوب التهديد بما يتنافى والالتزامات الدولية. فهل سيستطيع “إنفانتينو” الخروج بموقف رسمي مع اتحاده للكرة، للرد وإيقاف ما عزم ترامب على السير فيه، وكذلك الشأن بالنسبة لمولاي حفيظ العلمي وفوزي لقجع الملقاة على عاتقهما مسؤولية الرد على ترهات ترامب التي قد تجهض الحلم المغربي في استضافة كأس العالم 2026، بسبب تخوف عدد من الدول التي تنوي اليوم التصويت لصالح المغرب، وقد تغير رأيها بسبب تهديدات ترامب.