رغم وقع الصدمة والكارثة التي عاشتها الجزائر هذا الصباح بعد تحطم الطائرة العسكرية التابعة لسلاح الجو، بالقرب من مطار "بوفاريك" العسكري، في مدينة البليدة الجزائرية، التي بلغت حصيلة ضحاياها المؤقتة لحين كتابة هذه الأسطر، 257 قتيلا، إلا أن المناسبة شرط كما يقال، والمناسبة هنا تصريحات قالها وزير الشؤون الخارجية الجزائري، عبد القادر مساهل، خلال استضافته في قناة “فرانس 24” أمس الثلاثاء، التي ادعى فيها أن الجزائر لا تدعم عسكريا ميليشيات البوليساريو في نزاعها المفتعل مع المغرب حول قضية الصحراء المغربية. تصريحات مساهل، التي اعتبرت ليلة أمس مجرد ترهات فارغة من المعنى، وهو يقول ما يقول أمام الصحفي الفرنسي، ويدعي نقاء نية النظام الجزائري في النزاع المفتعل والمدعوم بالمال والسلاح والأرض، وأن دعم بلاده لما أسماه بهتانا “الشعب الصحراوي” لا يعدو كونه دعما من حيث المبدأ، فضحته اليوم حصيلة ضحايا تحطم الطائرة التي كانت تحمل بين ركابها قيادات عسكرية وعسكريين ينتمون للجزائر ولجبهة ميليشيات البوليساريو، الذين لقوا مصرعهم جميعا وهم في طريقهم إلى أراضي منطقة بشار التابعة للمغرب، حيث كان مقررا توجههم إلى مخيمات تندوف، وفي ظرفية يصعب التكهن بما يمكن أن تؤول إليه من نتائج، بعدما عمدت جبهة البوليساريو مؤخرا إلى تجديد استفزازاتها على مقربة من المنطقة العازلة بالصحراء. فإذا كانت الجزائر يا مساهل تحاول إقناع المجتمع الدولي من خلال الإعلام المنحاز، بألا علاقة لها بالدعم العسكري واللوجستيكي لجبهة الميليشيات، فماذا كانت الطائرة العسكرية المتوجهة إلى تندوف، وما الغاية من شحن كل هذا العدد الضخم من القيادات العسكرية، هل هي نزهة ربيعية على ما أعتقد؟ ثم هل يمكننا أن نؤمن اليوم، بحسب ما قاله بعض المراقبين، بأن تحطم الطائرة شيء دبرته فعليا الجزائر لتصفية التيار المعارض داخل البوليساريو والجيش الجزائري، إطالة أمد النزاع المفتعل في الصحراء المغربية؟؟