وجّه ممثل المغرب، السفير الدائم لدى الاممالمتحدة عمر هلال، يوم الجمعة 28 ابريل، رسالة قوية إلى النظام الجزائري ورئيس دبلوماسيته عبد القادر مساهل، وذلك خلال ردّه على سؤال احدى الصحفيات حول وجود عناصر البوليساريو على متن الطائرة العسكرة الجزائرية، التي سقطت يوم 11 أبريل الجاري أثناء إقلاعها من مطار “بوفاريك” غرب العاصمة الجزائر في اتجاه تيندوف، مخلفة 257 ضحية ضمنهم 30 عنصرا من البوليساريو.. هلال لم يفوّت هذه الفرصة لتمرير رسالة قوية إلى عبد القادر مساهل، الذي كان قد اتهم شركة الطيران المغربية بنقل أشياء أخرى غير المسافرين، حيث ردّ ممثل المغرب الدائم بالأممالمتحدة بان هذا الحادث كشف أن "الطائرة العسكرية الجزائرية كانت تحمل على متنها أشياء أخرى غير العسكر"، مضيفا "لست أنا الذي أقول هذا، بل السلطات الجزائرية، ومسؤولو البوليساريو، هذا كل ما يمكن ان أقوله بهذا الشأن".. هذا الرّد إشارة واضحة موجهة إلى وزير الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل، الذي اتهم شركة الخطوط الجوية المغربية بنقل المخدرات، حيث قال بالحرف، خلال تدخله في الجامعة الصيفية لمنتدى رؤساء المؤسسات الجزائرية السنة المنصرمة، "إن شركة الخطوط الجوية المغربية لا تنقل المسافرين فقط عبر رحلاتها إلى دول إفريقية"، وهو ما شجبته الخطوط الملكية المغربية، في بيان لها آنذاك، مؤكدة أن تصريحات مساهل "يعكس جهلا مطبقا بقطاع النقل الجوي كمجال يخضع لتقنين شديد من قبل هيئات دولية مؤهلة على أعلى مستوى". وإذا كانت اتهامات مساهل لا تستند إلى أي دليل سوى عملية الإسناد الكاذبة من خلال القول "ولست أنا الذي يقول هذا.." أو "الكل يعلم هذا"، فإن كلام عمر هلال كان واضحا وكان ردّه مسنودا بتصريحات السلطات الجزائرية ومرتزقة البوليساريو الذين اعترفوا بشكل رسمي بان ضحايا الطائرة المنكوبة كان ضمنهم 30 عنصرا من البوليساريو. وكانت هوية ضحايا الطائرة العسكرية الجزائرية ستبقى طي الكتمان، لولا تصريحات جمال ولد عباس، الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، حزب بوتفليقة، الذي أحرج الجنرالات بالجارة الشرقية عندما تسرع في الكشف عن ضحايا فاجعة "بوفاريك"، وقال إن ضمنهم عناصر من البوليساريو.. وكشف حادث تحطم الطائرة العسكرية الجزائرية، يوم 11 أبريل الجاري، والتي كان من المنتظر أن تتجه إلى تندوف بجنوب غرب الجزائر، مرة أخرى تواطؤ النظام الجزائري مع انفصاليي “البوليساريو” ودعمه لهم وهو مافتئ المغرب يؤكده في كل المحافل الدولية، وهو ما تضمنته رسالة جلالة الملك الموجهة مؤخرا إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، حيث أكد جلالته أن الجزائر "تمول وتحتضن وتساند وتقدم دعمها الدبلوماسي" لجبهة البورليساريو في النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. وقبل الإجابة على سؤال حول تواجد عناصر من البوليساريو على متن الطائرة العسكرية الجزائرية المنكوبة، وكما تقتضيه الاعراف، أعرب هلال عن تعازيه الحارة للشعب الجزائري واسر الضحايا مشيرا إلى رسالة التعزية التي بعث بها جلالة الملك محمد السادس إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بعد تحطم الطائرة المذكورة ومقتل 257 شخص. كما أشار هلال إلى أنه زار ممثلية الجزائر في نيويورك والتقى بأخيه صبري بوقادوم، سفير الجزائر وممثلها الدائم لدى منظمة الأممالمتحدة، وقدم له العزاء أصالة عن نفسه ونيابة عن الفريق المغربي العامل بتمثيلية المغرب بنيويورك، مضيفا أن تحطم الطائرة كان حدثا مأساويا وكارثيا خلف مشاعر الحزن والأسى لدى كل الشعوب المغاربية..