أثار قرار زعيم “البوليساريو” البارحة تعيين “محمد الوالي إعكيك” بمنصب ما يسمى ب”الوزير الأول” خلفا ل”الطالب عمر”، الكثير من التساؤلات والتكهنات في ظل ما يعرفه ملف الصحراء المغربية من تطورات لم يسبق أن عاشها منذ افتعاله من طرف الجزائر سنة 1975 وقد تباينت الآراء في هذا الصدد واختلفت بين من يراه مسألة توازنات قبلية وإنصافا لأحد أهم القبائل الصحراوية “ازركيين”، ومن اعتبره حركة يريد بها “إبراهيم غالي” إحكام السيطرة على مفاصل الجبهة الانفصالية والتفرد بالقرار واختزاله في شخصه، ورغم ترجيح هاذين الرأيين إلا أن هناك رأيا ثالثا أكثر رجاحة وقوة مفاده أن البوليساريو قد انتقلت إلى مرحلة متقدمة من دقها لطبول الحرب ضد المغرب واستفزازه. ولعل ما يُبرر هذا الرأي هو الاجتماع المُصغر لزعيم “البوليساريو” مع ما يسمى المكتب الدائم للأمانة الوطنية “الدماغ السياسي” للجبهة، وذلك بساعات قليلة قبل صدور قرار التعيين ثم أيضا “البروفايل” العسكري الذي يحمله “محمد إعكيك” والمسؤوليات الأمنية التي سبق أن تقلدها داخل الجبهة الانفصالية حيث لأول مرة يتولى المنصب المذكور شخصية غير سياسية منذ عام 1975. هذا، وستتضح الصورة أكثر بشأن الدلالات والأسباب الحقيقية وراء قرار زعيم البوليساريو موزاة مع العملية الأتوماتيكية التي سيقوم بها “أعكيك” وتشكيل “حكومة الوهم” وما ستضمه من أشخاص وكذا المسؤوليات التي تعاقبوا عليها سواء كانت عسكرية أو مدنية وبالتحديد الذين سيشغلون ما يسمى ب”وزارات الدفاع والخارجية والداخلية والأمن والتوثيق”. وفي الأثناء، فإن سيناريو العودة للحرب من طرف البوليساريو بعد هذه المناورة الناعمة لن يقويه سوى مكتب الجبهة بالعاصمة الجزائرية وأحد أركانها الأساسية وما إن سيعرف هو الآخر أي تغيير بممثله وطبيعة شخصيته التي من المفروض أن يكون الولاء ل”إبراهيم غالي” أول شروطها والأهم ماهية العلاقة التي تربطهما ومدى الثقة المبنية عليها، لأنه لا حركة للبوليساريو ولا سكون إلا بإذن من الجزائر كما هو معلوم ورضاها.