لم ينتب رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الاستثنائي لجبهة "البوليساريو"، ابراهيم غالي، حرج وهو يعلن عن كونه الرئيس الجديد للجبهة، خلفا للراحل محمد عبد العزيز، اليوم السبت. قيادة الجبهة التي اختارت وضع غالي على رأس "البوليساريو"، بتكتيك مخرج "مرشح الاجماع"، قالت تقارير صحافية جزائرية، مقربة من دوائر السلطة الجزائرية، ان الاخيرة دافعت إلى حد كبير في الساعات الاولى من بدء البحث عن خليفة للراحل، محمد عبد العزيز، على تعيين ابراهيم غالي، للجنة التحضرية للمؤتمر الاستثنائي ال15، لتمهيد ترشحه للرئاسة. ابراهيم غالي، إبن سيدي المصطفى ولد سيدي الشيخ، هو إذن الرئيس الثالث الجديد، على رأس جبهة "البوليساريو"، من قيادات الصف الأول والمؤسسين للجبهة، يجمع بين رجل الحرب لتوليه مسؤوليات عسكرية، أثناء الحرب مع المغرب، ودبلوماسية، بدءا من مفاوضاته مع الملك الراحل الحسن الثاني، وولي العهد، في لقاء مراكش، إلى حين توليه منصب سفير الحبهة لدى الجزائر. واشتغل الرجل بسلك الأمن الترابي الاسباني بالعيون، ومع تأسيس الجبهة، عينه المؤسس الوالي مصطفى السيد كأول أمين عام لمنظمة جبهة البوليساريو في ال10 من ماي 1973. وظل يشغل المنصب إلى غاية المؤتمر الثاني المنعقد في غشت 1974، ليزيحه الوالي عن منصب الأمانة العامة، ويمتحنه في مهمات عسكرية، ليثبت براعته في تكتيكات وهندسات الحروب على الحدود المغربية، ليشرع الوالي المؤسس للجبهة، بعد ذلك، في تعيينه وزيرا للدفاع صيف 1975، ظل فيه لمدة 14 سنة. ومع اتفاق وقف إطلاق النار بين الجبهة والمغرب، سنة 1991، عين الزعيم الراحل للجبهة، محمد عبد العزيز، ابراهيم غالي، ممثلا للجبهة، بمدريد مع احتفاظه بمنصبه السياسي، كعضو في مكتب "الأمانة الوطنية" (مجلس قيادة الثورة واللجنة التنفيذية سابقا حسب تنظيمات الجبهة). ويعرف غالي، كونه من القيادات التاريخية المؤسسة للجبهة، ومن ابرز القيادات العارفة بخبايا وأسرار الجبهة وتفاصيل الصراع، وأحد الأطر التي تدرجت في عدد من المهام الحساسة في تنظيم الجبهة، بما فيها وزارة الدفاع. بالإضافة إلى شعبيته المتزايدة في المخيمات، وعلاقته الوطيدة بالدولة الجزائرية. وتصنفه الصحافة الجزائرية نفسها، كونه الرجل الاكثر قربا وودية بالجزائر، قبل وأثناء وبعد شغله مهمة سفيرا للبوليساريو، لدى الجزائر، قبل المؤتمر ال14 الاخيرة. وقبليا، ينحدر غالي من قبيلة الركيبات، وكان من أبرز الوجوه له التي تفاوضت مع الملك الراحل الحسن الثاني ، وولي عهده (الملك محمد السادس)، ووزير داخليته سنة 1996، في لقاء مراكش.