كثيرة هي الصفقات المصلحية في الفضاء السياسي المغربي التي باتت تسير بمنطق إسالة اللعاب لقضاء أغراض أخرى، والتي غالبا ما تنتهي بنتيجة “الطماع تايقضي عليه الكذاب”، ليكتشف الغارق الذي استنجد بالغريق أن نهايته المأساوية سياسيا على الأقل لم تكن متوقعة. هذا بالضبط ما ينطبق على تفاصيل صفقة أساسها الطمع وحقيقتها الكذب، التي يقودها رجل مجلس المستشارين البامي حكيم بنشماش، للإيقاع بأحد ممثلي أكبر قطب للمقاولات بالمغرب داخل مجلسه، وهو عبد الإله حفظي رئيس فريق الاتحاد العام لمقاولات المغرب بالمجلس، الذي كثر ظهوره لجانب حكيم بنشماش في الفترة الأخيرة، فيما يشبه علاقة عراب بالطفل الموكول له رعايته. تفاصيل هذه العلاقة التي استغربها الجميع مؤخرا ولم يجدوا لها تفسيرا، تكشف حقائقها مصادر خاصة ل“برلمان.كوم” التي توضح أن حفظي صار ملازما لبنشماش كظله، بسبب وعود وردية يقدمها بنشماش، تفيد بأنه قادر هو وحزبه “الأصالة والمعاصرة” على النزول بقوة في الجمع العام المقبل للاتحاد العام لمقاولات المغرب CGEM، الذي سيعقد شهر ماي من العام المقبل 2018، لمنحه منصب رئيس الاتحاد خلفا لمريم بنصالح شقرون الرئيسة الحالية للاتحاد لولايتين متتاليتين ابتدءتا في ماي 2012. وتفيد المصادر أن حفظي الذي صار يعيش على وقع حلم اليقظة هذا الذي رسم له خطوطه حكيم بنشماش، أصبح يأتمر بأوامر بنشماش، ولا يرفض له أي طلب قابل للتنفيذ تحت اختصاصاته كرئيس للفريق داخل المجلس، وهي الاوامر التي كان آخرها مرافقته في رحلة الصين التي رجعوا بها بسلة من الفضائح التي لا تشرف وجه المغرب أمام العملاق الصيني. وتضيف المصادر أن حفظي الذي لم يعد يملك قراره بين يديه، بعدما تمكن بنشماش من حلمه أن يصبح خلفا لبنصالح بعد حوالي ستة أشهر من الآن، لم يحرك ساكنا خلال مرافقته لبنشماش إلى الصين في الدرجة الأولى من الرحلة الطويلة بالطائرة، واقتصر في تصريحاته التي نشرها بنشماش عن طريق بعض الصحفيين في موقع مجلس المستشارين وموقع وكالة المغرب العربي للأنباء وبعض المواقع التابعة، بما أوحى له بنشماش، دون أن يهمس ولو بكلمة حول فشل الرحلة التي سننشر تفاصيل حصرية حولها.