كشفت مصادر من الوفد الذي رافق حكيم بنشماش، رئيس مجلس المستشارين، في زيارة عمل إلى بيكين، أن الصينيين رفضوا التعامل مع القيادي في الأصالة والمعاصرة، بذريعة أن التوقيع على الاتفاقيات يجب أن يكون تحت ضمانة رئيس الدولة، في إشارة إلى جلالة الملك. و وجد رئيس الغرفة الثانية نفسه محرجا عندما اضطر إلى إرجاع أوراق اتفاقيات حملها معه دون أن تحظى حتى بالاطلاع عليها من قبل الصينيين، الذين واجهوه بضرورة التقيد بالمساطر الصارمة المفروضة من قبل اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني. واعتبرت المصادر المذكورة أن حصيلة الزيارة كانت كارثية، إذ تسببت في إحراج دبلوماسي للصينيين، وأعطت انطباعا سيئا عن سوء تدبير الغرفة الثانية، التي اتضح أن القائمين عليها يجهلون كل شيء عن البروتوكولات المتبعة في البلد المضيف، مرجعة سبب ارتباك الزيارة إلى الظروف الغامضة التي تمت فيها، إذ لم يخبر بها أعضاء المكتب ولم يقرروا في شأنها، ذلك أن الرئيس لم يستدع إليها إلا بعض الدائرين في فلكه، كما هو الحال بالنسبة إلى موظفة وصفت ب"المقربة" منه، وموظف تخصص في الحرب على الأصوات المعارضة للرئيس داخل المكتب. وضم الوفد المسافر إلى بيكين من ميزانية الغرفة الثانية، محمد بكوري، رئيس فريق التجمع الوطني للأحرار بالمجلس، وعبد الإله حفظي، رئيس فريق الاتحاد العام لمقاولات المغرب بالمجلس، ومحمد علمي، رئيس الفريق الاشتراكي بالمجلس، وأحمد حميميد، عضو الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية ورئيس مجموعة الصداقة المغربية- الصينية بالمجلس، وامحند العنصر، رئيس جهة فاس بولمان، وإبراهيم مجاهد، رئيس جهة بني ملالخنيفرة، لكن أعضاء الوفد سيكتشفون على متن الطائرة التابعة لشركة إماراتية أن بنشماش سافر في الدرجة الأولى ب 18 مليونا تاركا الوفد في درجة رجال الأعمال ب 7 ملايين ذهابا وإيابا من البيضاء إلى بيكين عبر دبي. وكاد تصرف الرئيس ينسف الرحلة في بدايتها، إذ رد على احتجاج بعض مرافقيه بأنه أدى الفرق بين درجة رجال الأعمال الباهظة أصلا والدرجة الأولى من ماله الخاص وأن الفرق لا يتجاوز 20 ألف درهم، في حين يوضح الموقع الرسمي للشركة المذكورة أن الفرق يتجاوز 100 ألف درهم. وتلقى بنشماش رسائل مشفرة من الجانب الصيني إذ قال تشنغ شينغ، رئيس اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، إن المغرب شهد تطورا هاما تحت القيادة الرشيدة والدور الريادي لجلالة الملك. وأصر المسؤول الصيني على إبراز عراقة علاقات الصداقة القائمة بين الصين والمغرب، مشيرا إلى أن هذه العلاقات ستعرف، السنة المقبلة، تخليد الذكرى ال 60 لإقامتها لأن "المغرب كان ثاني بلد إفريقي يقيم علاقات مع الصين"، مذكرا بأهمية الزيارة التي قام بها خلال 2014 إلى المغرب والتي استقبل خلالها من قبل جلالة الملك ، ومؤكدا أن هذا الاستقبال ترك لديه انطباعا جيدا. و وصف رئيس اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، زيارة صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى الصين بالناجحة على كل المستويات، مبرزا أن هذه الزيارة كان لها وقع ملموس على مسار توطيد العلاقات الثنائية للبلدين، معربا عن ارتياحه لأن المغرب والصين، حافظا على استقرارهما ومتانة العلاقات المتميزة القائمة بينهما رغم التحولات التي شهدها العالم، داعيا إلى العمل على الرقي بالعلاقات الاقتصادية إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين، والتي رأت النور خلال الزيارة التاريخية الملك إلى الصين.