لا يختلف اثنان من متتبعي الشأن السياسي لجهة كلميم-واد نون أن المعني الأول بالانتخابات الجزئية المزمع إجراؤها بسيدي إفني الخميس المقبل، هو عبد الوهاب بلفقيه بالرغم من أن شقيقه هو المرشح الرسمي لها، بل يرى كثيرون أنها أصعب محطة انتخابية يخوضها الرجل منذ دخوله السياسة قبل سنوات، ولن تمر نتائجها مرور الكرام بالنسبة إلى ساكنة جهة كلميم عموما وكل الفاعلين والمهتمين والمراقبين بالأقاليم الجنوبية. وقد رأى بعض منهم في جزئيات سيدي إفني واعتبرها وقفة مصيرية سيعيشها عبد الوهاب بلفقيه ومنعطف حاسم أمام قطار تجربته السياسية، وأنها بمثابة استفتاء غير مباشر لمكانته وفحص انتخابي لصورته التي صنعها في مخيلة الوادنونيين كأول رجل وأقوى سياسي بجهتهم. وتتباين المؤشرات الحالية وتختلف الآراء حول قدرة حزب “الاتحاد الاشتراكي” على استعادة أصواته بتشريعات 7 أكتوبر 2016 والبالغ عددها 11703 من أصل 57312 معبّر عنها ومقسمة على 19 جماعة حضرية وقروية، في ظل الإنزال القوي لحزب “التجمع الوطني للأحرار” الذي دفع برجل الأعمال “مصطفى مشارك” لخوض هذه الجزئيات والمنحدر من قبيلة مجاط التي تتحكم في كتلة ناخبة مهمة وسط الجماعات القروية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن مصطفى مشارك يعتبر وجها سياسيا جديدا ومدعوما من طرف منتخبين من “الاتحاد الاشتراكي” الذي يترشح باسمه منافسه محمد بلفقيه كرئيس المجلس الإقليمي بسيدي إفني ورئيس المجلس الإقليمي بكلميم ما سيلقي بظلاله على نتائج اقتراع 21 دجنبر الجاري، إذا أن خسارة بلفقيه للمقعد البرلماني المذكور ستفتح شهية التجمعيين الانتخابية وستُطمئن نفوسهم إزاء الانتخابات الجماعية المقبلة وسيسهل عليهم استمالة الأغلبية العددية بمجلس جهة كلميم وإرباك صفها لأجل تمرير المشاريع التنموية العالقة. كما أن خسارة بلفقيه للمقعد البرلماني من شأنها توسيع دائرة المنقلبين عليه من منتخبي حزبه، علما أن خلافه مع الكاتب الأول للاتحاد الإشتراكي لايزال مستمرا رغم أن الحزب مهدد بفقد فريقه البرلماني بمجلس النواب، وبالتالي ستتكثف التحالفات ضده لإضعافه وإزاحته عن تصدر المشهد كمحرك وآلة انتخابية لحزب “الوردة” في جهة كلميم-وادنون. هذا وستتغير نظرة أصدقاء عبد الوهاب بلفقيه السياسيين بالعيون والسمارة والداخلة وقد تجعلهم في حال خسارته للمقعد يتراجعون عنه أو على الأقل التحفظ في دعمهم ومساندتهم، ففي السياسة الوقوف يكون مع الواقف وحيث ما كانت المصالح والمردودية، حتى وقد تساءل أحد الطرفاء عن الموقف الذي سيتبناه برلماني البام “محمد أبودرار” إذا خسر “الاتحاد الاشتراكي” المعركة قاصدا بذلك تذبذبه المستمر وتنقله بين تياري بلفقيه وبوعيدة بمجلس الجهة. وإلى جانب كل هذا لايمكن الجزم بخسارة بلفقيه في انتخابات سيدي إفني الجزئية كما نجاحه فيها وما تنوي عليه صناديق الاقتراع يوم الخميس 21 دجنبر الحالي التي وضعته على محك حقيقي وامتحان سياسي صعب جعل من خياراته محدودة ومختصرة في أمرين إما أن ينجح ويُعز بالمقعد ويستثمره في صالحه، أو يفشل ويتقلب بين ثنايا إهانته.