يتواصل مسلسل الاعتداءات من طرف تلاميذ على أساتذتهم بالمؤسسات التعليمية، فبعد حوادث هزت الرأي العام المغربي بعدد من المدن، عاشت الناظور ومنذ اليومين الماضيين حادثا شبيها ومأساويا حيث اعتدى أحد التلاميذ على أستاذه في مادة الفلسفة بثانوية طه حسين التأهيلية، مما أدى إلى غضب كبير وسط الأطر التربوية بالمؤسسة، الذين توقفوا عن العمل لساعتين من صباح أول أمس ليستمروا في ذلك بعد الزوال. “برلمان كوم” وفي تواصله مع مصدر خاص من مدينة الناظور حول الواقعة، أكد أن الأساتذة عبروا عن غضبهم في ذات الإضراب الاحتجاجي الذي نظموه بخصوص ما تعانيه المؤسسة من اعتداءات متكررة ضد الأساتذة، وعن التراجع الذي أصبحت تعيشه هذه المؤسسة بعدما كان يضرب بها المثل في سنين ماضية خاصة فيما يرتبط بالانضباط واحترام الأساتذة، مؤكدين ضرورة اتخاذ تدابير لتعود المؤسسة إلى سابق عهدها، ناهيك عن دعوتهم لتوفير الأمن بجنباتها حتى يتم ضبط التلاميذ المتحرشين بالتلميذات بشكل يومي. وعلى إثر هذا الحادث، اجتمع بشكل استثنائي المكتب المحلي للنقابة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الكونفيدرالية الديموقراطية للشغل بإزغنغان، مسجلا بذلك في بيان توصل “برلمان كوم” بنسخة منه، تأسفه مما بات يستأثر الرأي العام الوطني والمحلي، من خلال تنامي ظاهرة العنف المدرسي، في الوسط التعليمي، رادا ذلك إلى عدد من “المخططات والسياسات الفاشلة” في قطاع التعليم. من جانبها، وفي ذات الموضوع، أوضحت المديرية الإقليمية للتعليم بالناظور في بلاغ لها أنه فور توصل هذه المديرية بإخبار من طرف مدير ثانوية طه حسين حول الواقعة، وتوقف الأساتذة عن العمل تنديدا بالاعتداء الذي تعرض له زميلهم، شكل المدير الإقليمي لجنة برئاسته، وضمت السيدين رئيسي مصلحتي الشؤون التربوية وتأطير المؤسسات التعليمية والتوجيه، لأجل الاطمئنان على حالة الأستاذ المعنف، ومعاينة الوضع التربوي بالمؤسسة وسير العملية التعليمية بها. وأضاف المصدر، أن اللجنة اجتمعت بأطر الإدارة التربوية وأساتذة المؤسسة، واستمعت إلى إفادة الأستاذ ضحية التعنيف بخصوص الواقعة، كما ناقشت اللجنة مع أساتذة وأطر المؤسسة، التداعيات السلبية لظاهرة العنف على العملية التعليمية والحياة المدرسية، وأكدت اللجنة والأساتذة والإداريون من خلال النقاش المستفيض على أهمية ضبط النفس، وتفعيل المساطر الإدارية التربوية والمذكرات الوزارية، لمحاربة ظاهرة العنف، وحماية الأساتذة من كل تطاول أو تعنيف أو ضرر يتهددهم. هذا، وقد تعهد الأساتذة عقب الاجتماع باستئناف عملهم على الساعة الرابعة بعد الزوال، بعد نهاية الاجتماع، وقرروا عقد مجلس انضباطي للبت في الموضوع وتنفيذ المذكرات الوزارية الصادرة في موضوع العنف المدرسي، مع احتفاظ الأستاذ المعنف بحقه الكامل في اللجوء إلى القضاء لإنصافه.