بات في علم المؤكد أن إلياس العماري الأمين العام المقدم لما يشبه استقالته من على رأس حزب الأصالة والمعاصرة، يرواغ في آخر دقائقه داخل الحزب للتراجع عن موقفه ورسم خطة جديدة للتمكن من شرايين “حزب شتات اليسار”. فعلى بعد أيام قليلة فقط على عقد دورة المجلس الوطني لحزب الجرار، المقررة في 22 أكتوبر الجاري، ذكرت مصادر داخل الحزب ل”برلمان.كوم” أن العماري واجه صدمة “التعامل البارد” من طرف جل قيادات الحزب، مع استقالته الشكلية التي سبق وقدمها، وكان يرجو منها ثورة داخلية ترفع من شأنه وتعيده إلى قيادة الحزب بتاج من ذهب، (واجهها) بصياغة عملية دفاعية من الطراز القديم سيستفيد فيها من أسلوب “بلطجة شباط” الذي أبدع فيه داخل حزب الاستقلال، لمحاولة كسر قوة المناوئين لتحكمه وتسييره المنفرد خلف الستار لكافة هيئات الحزب. وأوضحت المصادر أنه ومنذ صدور قرار فاطمة الزهراء المنصوري رئيسة المجلس الوطني للحزب، بتهميش استقالة العماري خلال أشغال الدورة والاكتفاء ب”إخبار” أعضاء المجلس بها عوض مناقشتها أو التصويت عليها كما كان يرجو ذلك العماري، قام الأخير بتجييش ثلة من أتباعه المنعم عليهم سابقا، لنسف أشغال دورة برلمان الحزب، لفرض التصويت على استقالته، رغم التبرير القانوني الذي ساقته المنصوري للموالين لإلياس العماري المطالبين بالنظر في استقالة العماري. ويبدو أن العماري إلياس الذي أصبح ومنذ مدة بدون منصب سياسي داخل حزب البام بعد سنة ونيف من امتلاكه مقاليد التسيير، وما أفرزه ذلك من شتات وسوء نتائج للحزب على المستوى السياسي والتنظيمي، تنبه إلى أن استقالته تلك لو فعلت ستقوده نحو خطر التدقيق في الاغتناء الفاحش لديه ولدى القيادات التي تدين له بالولاء المطلق. هذا الأمر دفع بالعماري وفي إطار إحترازي، لإلقاء أمره لجل هؤلاء الأتباع، الذين على رأسهم بنشماش ولمريزق والمحرشي وغيرهم، يقضي بضرورة ووجوب تنسيق “اللحظة الأخيرة لزعيمهم غير المرغوب فيه” وتقوية قنطرة رجوعه للحزب، من خلال رفعه على الأكتاف في لحظة دخوله لأشغال دورة برلمان الحزب، وترديد شعار “موت موت يا العدو إلياس عندو شعبو”، في محاولة للتأثير على الدورة نحو رفض الاستقالة الشكلية. الظاهر اليوم ومن خلال تحليل معطيات ما يجري أن إلياس العماري الذي أصبح أحد الأداوات المحروقة في المشهد السياسي المغربي، تنبه متأخرا إلى أن سرعة اتخاذه لقرار وضع استقالته الشكلية أمام وسائل الإعلام وبذلك الشكل الذي أراد منه إيصال رسالة مفادها فهمه القوي للتقريع الملكي اتجاه الطبقة السياسية بالمغرب، بصفته أول المقصودين به، لم يحسب له كل الحسابات بما فيه محافظته هو ومن معه على الحماية مطلقة ضد كل مساءلة أو محاسبة مالية للثروات المشبوهة والمكدسة دون حسيب أو رقيب، فهل ينجح الباميون اليساريون الأقحاح في لفظ شخص العماري خارج الحزب حتى يتمكنوا من إعادة الوهج لتنظيمهم السياسي المتصدر للمعارضة؟!