قال الفنان التشكيلي محمد عنزاوي، إن الفنان بالمغرب باتت تطغى على اهتماماته اعتبارات مادية من قبيل الدعم المالي وتحسين الوضعية القانونية والاجتماعية، أكثر من الانشغال بالقضية الأساس التي تشغل أي فنان حقيقي وهي الإبداع. ابن مدينة أصيلة، الذي نشأ بها وصقل موهبته داخل مرسم الطفل بالموسم الثقافي للمدينة، قال إن على الفنان أن يتشبع بقيم الفن والجمال، وان يخرج من نطاق المادة والتشكي من ضعف الحال، ليركز على توجهه ومساره وإبداعه أكثر من أي شيء آخر، لتأتي لاحقا حقوقه والقوانين التي تحميه، تأسيا بكبار الفنانين الذين قضوا حياتهم بحثا عن تطوير أنفسهم وطبع مسارهم وتقديم أفضل ما بوسعهم ولو على حساب الجانب المادي. إلى ذلك قال عنزاوي، في حوار مع “برلمان.كوم” بأن الفن التشكيلي بالمغرب، ومنذ صار مقننا بقاعات وجدران وأضواء، بات يشهد فجوة بينه وبين المواطن، الذي اعتاد على الفن والجمال الحر الذي يحيط به في عمران المدن القديمة وجمالية الصناعة التقليدية، مشجعا على مشاريع الجداريات التي أتى بها موسم أصيلة الثقافي، التي تخاطب المواطن العادي مباشرة وتجعله يتفاعل معها بدون قيود. وتابع عنزاوي، بأن الجداريات فن قديم وتعبير عن ثقافة ودواخل كل عصر، وأن الاهتمام بها في المغرب يحقق أهدافا تربوية وأخلاقية، عن طريق خلق حوارات مباشرة وحرة مع المارة من مختلف الشرائح، الذين باتوا ينظرون للفنان كشخص نخبوي بعيد عن همومهم وانشغالاتهم.