تحت إشراف الفنانة التشكيلية سناء السرغيني عيدة ، يقام بقصر الثقافة بأصيلة مشغلان ، أحدهما للحفر وثانيهما للصباغة ، وذلك احتفالا بالذكرى الأربعيم لموسم أصيلة الثقافي الدولي (29 يونيو-20 يوليوز). المشغلان معا خلية نحل لا تتوقف عن العمل لتكون النتيجة لوحات تشكيلية وحفريات غاية في الروعة ، تزيد مدينة أصيلة جمالا على جمالها ، وتنثر قيم الجمال في أرجائها وحيطانها ، وتبث في وجدان أطفالها ويافعيها روح الإبداع ، وتنمي فيهم روح الاشتغال الجماعي وإيلاء الفن ما يستحقه من تبجيل, الفنانون في المشغلين من جنسيات مختلفة، يتحدثون لغات مختلفة، لكن توحدهم لغة الفن والإبداع، ويلتقون في قاعة رحبة واحدة، يجاور فيها المصري أيمن قدري الياباني أكيمي نوغوشي ، والإسباني خافير روز اللإيطالية فرانسيسكا غينا، والتونسي كمال عبد الله المغربية مليكة أكزناي. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قالت الفنانة سناء السرغيني إنه قبل الافتتاح الرسمي لموسم هذه السنة تم استدعاء فنانين ، أغلبهم من المغاربة، للمشاركة في تنظيم الحفل وتزيين جدران أصيلة حيث اعتاد مواطنوها وزوارها مشاهدة الجديد في الهواء الطلق ، ما يجعل من المدينة متحفا مفتوحا للجميع ونافذة مشرعة لإيصال صوت الفن التشكيل المغربي عاليا إلى العالم. وأضافت سناء السرغيني أنه بعد حفل الافتتاح الرسمي، الذي تشرف هذه السنة بحضور الرئيس السنغالي ماكي سال وحلول أفريقيا ضيف شرف، تم تنظيم مشاغل للصباغة والحفر وجداريات موسم 40 ومشغل مواهب الموسم ، بمشاركة فنانين مختصين من المغرب وتونس والبحرين والطوغو وإسبانيا والبرتغال وبريطانيا واليابان وغيرها، ما يجعل من المشاغل ركنا للتعارف وتجديد اللقاءات والصداقات فضلا عن التأثير المتبادل. وأفادت الفنانة ، التي تشرف على مشغل الصباغة إلى جانب محمد عنزاوي وعلى مشغل الحفر إلى جانب مليكة أكزناي ، بأن عدد الفنانين المشتغلين في هذين المشغلين يبلغ 23 بالنسبة للحفر والصباغة و13 بالنسبة للجداريات، مشيرة إلى أن الجميل في الأمر أن كل فنان بتقنيته الخاصة ومساره الفني يغادر محترفه ليشتغل بشكل جماعي دون تمييز في فضاء حميمي يوفر كل مستلزماته . وأبرزت السرغيني ، التي بدأت مشاركاتها في موسم أصيلة منذ سنة 1987، أن كل فنان يعمل في المشغلين يهدي أعمالا فنية من حفرياته لمؤسسة منتدى أصيلة مذكرة بأن المؤسسة طبعت كتابا عن الفنانين الذين اشتغلوا بالمدينة خلال ثلاثين سنة الأولى من عمر الموسم، وستعمل على طبع أعمال الفنانين الذين اشتغلوا خلال أربعين سنة سواء من الأحياء أو من الراحلين ، مع الاحتفاظ بها في متحف المدينة المتوقع تدشينه قريبا, وفي تصريح مماثل، أعرب فنان الحفر الإسباني فرانسيسكو دومينيغيز بينيس عن سعادته واعتزازه بالمشاركة في هذه التظاهرة ذات البعد العالمي التي تشكل ، حسب تعبيره، مناسبة لتقاسم النجارب بين التشكيليين والنحاتين وفناني الحفر القادمين من أرجاء العالم الأربع، والاستلهام من أجواء مدينة ألصيلة المضيافة. وأضاف السيد دومينيغيز بينيس ، الذي يتوفر على تجربة أربعين سنة في مجال الحفر ، أنه ابتدع تقنية جديدة في أعماله تتمثل في عدم استعمال مادة الصمغ ، بالاشتغال بورق خشن أو البيكاربونات وغيرها ، مضيفا أن النتيجة كانت رائعة بكل المقاييس في الحصول على حفريات جميلة، معربا عن انبهاره بحرفية الفنانين المشاركين في الموسم الذين حولوا المدينة إلى لوحة في الهواء الطلق وكذا بمواهبهم و إبداعهم الخلاق. يشار إلى أن الشق الفني من الدورة الأربعين لموسم أصيلة الثقافي الدولي ، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك الحسن الثاني، يعرف أيضا بالخصوص تنظيم معرض أربعة على لأربعة لأعمال تشكيلية من دولة البحرين، ومعرض الفنانة أمينة أكزناي (الديزاين)، ونمعرض فني للفنانين الزيلاشيين الشباب، ومعرض مصممة الأزياء إحسان غيلان، ومعرض مجموعة "ربيعيات الفنون" في أصيلة، وعرض أزياء المصممة نبيهة الغياتي، وفضلا عن برنامج غني للعروض الموسيقية والغنائية.