بعد تجميده لاجتماعات الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية لما يربو عن الشهرين، وجه عبد الإله بنكيران، أمين عام الحزب، استدعاء لأعضائها من أجل عقد اجتماع بعد زوال اليوم. وحسب مصادر من “البيجيدي “، فقد تلقى أعضاء الأمانة العامة، صباح اليوم، رسائل نصية تحثهم على الحضور إلى المقر الرئيسي للحزب بحي الليمون بالرباط من أجل المشاركة في إجتماع الجهاز التنفيذي، مشيرة إلى أن تقييم مرحلة تشكيل حكومة ما يعرف داخل الحزب بحكومة ” الإهانة”، وموقف إخوان بنكيران من حراك الريف سيكون على رأس جدول أعمال الاجتماع. ووفق المصادر ذاتها، يبدو اجتماع الأمانة العامة حاسما لمعرفة توجه الحزب في ظل الأزمة التي يمر بها بعد إعفاء بنكيران وتكليف سعد الدين العثماني بتشكيل الحكومة، لافتة إلى أن اجتماع اليوم هو أول مناسبة للمواجهة بين الأمين العام وجناح العثماني، بعد ما اعتبر خيانة له، وكذا لمعرفة مصير الدعوة إلى انعقاد المجلس الوطني، وإعطاء إشارة الانطلاق للتحضير للمؤتمر الوطني القادم. ويأتي ذلك في وقت اعتبرت فيه مصادر من الحزب الإسلامي أن تجميد اجتماعات الأمانة العامة، أملته عدم رغبة بنكيران في الإعتراف بالحكومة الجديدة، وتجنب الاصطدام بالعثماني ووزراء الحزب خاصة الرباعي الذي رافقه خلال مفاوضات تشكيل الحكومة، وما ترتب عن ذلك من تنازلات اعتبرت مذلة من قبل معسكر الأمين العام. كما أن تعطيل الأمانة العامة رغم مرور ما يربو عن 20 يوما على عودته من الديار المقدسة، يرتبط كذلك بحرصه على تجنب الخوض في موضوع حراك الريف وإصدار موقف قد يكون مخالفا تماما لمقاربة حكومة العثماني، لاسيما أن بنكيران اعتبر مؤخرا خلال لقائه بشبيبته حزبه أن الحكومة ارتكبت أخطاء قاتلة في التعاطي مع الاحتجاجات خاصة بعد اتهام قادة الأغلبية للمحتجين بالانفصال والعمالة للخارج. وكان اخر لقاء للأمانة العامة قد ترأسه سليمان العمراني في فترة غياب بنكيران لأداء مناسك العمرة، فيما تنص المادة 39 من النظام الأساسي لحزب العدالة والتنمية على أن الأمانة العامة للحزب تنعقد بصفة عادية مرة كل أسبوعين وبصفة استثنائية بقرار منها أو دعوة من الأمين العام أو طلب لنصف أعضائها على الأقل.