وسط إجراءات أمنية مشددة جند لها أكثر من 50 ألف شرطي ورجل أمن، بدأ 47 مليون ناخب فرنسي صباح اليوم الأحد سابع مايو ، الإدلاء بأصواتهم في الجولة الحاسمة من انتخابات الرئاسة، للاختيار بين المرشح الوسطي إيمانويل ماكرون، ومرشحة أقصى اليمين مارين لوبين، بعد أن أدلى الفرنسيون في أقاليم ما وراء البحار والأميركيتين بأصواتهم أمس السبت حيث تضم نحو مليون ناخب. كما أدلى المرشحان بصوتيهما بعد بدء عمليات التصويت شمال فرنسا : ماكرون (39 عاما) في منتجع توكيه، ولوبين (48 عاما) في معقلها العمالي إينان-بومون. وبعد حملة انتخابية صاخبة مليئة بالفضائح والمفاجآت سيقرر الناخبون الفرنسيون ما إذا كان المرشح الوسطي المؤيد للاتحاد الأوروبي أم المرشحة اليمينية المتطرفة المعادية للتكتل والمناهضة للهجرة سيقود بلادهم خلال السنوات الخمس المقبلة. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الفرنسيين سيختارون إيمانويل ماكرون وزير الاقتصاد السابق البالغ من العمر 39 عاما الذي يريد رأب الصدع بين اليمين واليسار ومقاومة المد المناهض للمؤسسة الذي شهد تصويت البريطانيين على الانسحاب من الاتحاد الأوروبي واختيار الأمريكيين لدونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة. لكن إذا حدثت نتيجة غير متوقعة وفازت مارين لوبين مرشحة حزب الجبهة الوطنية فإن مستقبل الاتحاد الأوروبي نفسه قد يكون في خطر حقيقي. يتفوق ماكرون، الذي يريد تحرير الاقتصاد وتعميق التكامل مع الاتحاد الأوروبي، على لوبان في استطلاعات الرأي بنحو 23 إلى 26 نقطة مئوية. وأثبتت استطلاعات الرأي دقتها في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة الشهر الماضي وقفزت الأسواق استجابة لزيادة تقدم ماكرون على منافسته في مناظرة مريرة يوم الأربعاء الماضي . وفي حملة انتخابية شهدت سقوط المتصدرين واحدا تلو الآخر جعلت لوبان، التي تريد إغلاق الحدود والتخلي عن عملة اليورو وكبح الهجرة، اليمين المتطرف أقرب إلى السلطة من أي وقت مضى في أوروبا الغربية منذ الحرب العالمية الثانية. وفي سياق متصل، يتوقع المتتبعون عزوف الناخبين عن التصويت بنسبة مرتفعة. ويقول نحو 60 بالمئة ممن يعتزمون التصويت لماكرون إنهم سيفعلون ذلك لمنع انتخاب لوبان لقيادة ثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو بدلا من كونهم يتفقون تماما على المصرفي السابق الذي تحول إلى السياسة. وقالت مؤسسة أودوكسا لاستطلاعات الرأي في مذكرة "الانتصار المتوقع… لن يكون شيكا على بياض لإيمانويل ماكرون… لن تدعمه أغلبية كبيرة بكل إخلاص". وبحسب المتتبعين، فإن الفائز سيمثل فصلا جديدا في السياسة الفرنسية بعد أن حكم الحزبان اليساري واليميني الرئيسان، وهما الحزب الاشتراكي وحزب الجمهوريين، فرنسا لعقود. ومني الحزبان بهزيمة مهينة في الجولة الأولى من الانتخابات. وتعرضت الحملة الانتخابية لمفاجأة أخرى يوم الجمعة قبيل فترة الصمت الانتخابي مباشرة التي يحظر فيها على الساسة التعليق إذ قالت حملة ماكرون إنها تعرضت لعملية اختراق إلكتروني ضخمة شملت رسائل إلكترونية ومعلومات عن تمويل الحملة على الإنترنت.