أظهرت نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية، التي جرت أمس الأحد، فوز إيمانويل ماكرون، مرشح تيار الوسط ومارين لوبان، مرشحة اليمين المتطرف، ليخوضا معًا الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في السابع من مايو القادم. ورغم محاولة مارين لوبين استغلال “هجوم الشانزليزيه” الذي شهدته العاصمة باريس، 3 أيام قبل انطلاق علميات التصويت، لحشد الناخبين لصالحها، فإن إيمانويل ماكرون تصدر نتائج الجولة الأولى، تليه مارين لوبان. فقد حصل ماكرون (39 سنة) بنسبة 23.75 من الأصوات ، متقدما على زعيمة الجبهة الوطنية لوبن (48 عاما) التي نالت بين 21،8% و22%. ، فيما فاز مرشح اليمين فرنسوا فيون ب (19-20،3%) وهي نتيجة متقاربة جدا مع نتيجة مرشح اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون (19،5-20%). ماركون الذي قال عقب ظهور النتائج الأولية للانتخابات: “إننا اليوم نبدأ صفحة جديدة في التاريخ السياسي الفرنسي”، تمكن من الصعود بثبات في صفوف المؤسسة الفرنسية عندما قرر استغلال مهاراته كمصرفي متمرس في عالم الاستثمار وعقد الصفقات. ويعزو الكثيرون صعود ماكرون المفاجئ إلى تطلع الفرنسيين لوجه جديد مع انهيار غير متوقع لعدد من منافسيه من التيارات السياسية الرئيسية وخاصة اليمين واليسار التقليديين، اللذان ظلا يسيطران على زمام الحكم لعقود طويلة. واستغل ماكرون الشعور بخيبة الأمل تجاه الوضع الراهن وتعهد بتغيير المؤسسة القائمة، رغم أنه تلقى تعليمه في مدارس فرنسية مرموقة وأبرم صفقات وصلت قيمتها لعشرة مليارات دولار لمجموعة روتشيلد وشغل منصب وزير في حكومة الرئيس فرانسوا هولاند الاشتراكية. وتصف لوبان، التي تشير استطلاعات الرأي إلى أنها ستخسر أمام ماكرون في جولة الإعادة في السابع من مايو، منافسها ماكرون بسخرية بأنه مرشح “المال”. وتعتبر لوبان أن ماكرون لا يدافع عن مصالح الشعب، وإنما يدافع عن القوى المالية ومصالح المصارف الكبرى. وقد دعا مرشح اليمين فيون إلى التصويت للوسطي ماكرون في الدورة الثانية ،فيما اتصل الرئيس هولاند بماكرون مهنئا.