وجه الملك محمد السادس رسالة للجمع العام التأسيسي لمؤسسة علي يعته، الذي انعقد اليوم الجمعة بالرباط ، والتي تلاها مستشار الملك عبد اللطيف لمنوني. وقال الملك في رسالته إن “المرحوم علي يعته كان ذا شخصية متميزة، محبوبة ومقبولة من الجميع. فكان يحظى بمكانة خاصة لدى والدنا المنعم جلالة الملك الحسن الثاني، أكرم الله مثواه، وباحترام المغاربة، خاصة منهم الذين عرفوه أو عاصروه”. وأضاف الملك، أنه يكن له شخصيا كل التقدير، اعتبارا للوطنية الصادقة التي كان يتحلى بها، ولرصيده النضالي من أجل الحرية والاستقلال، وإسهامه الإيجابي في بناء المغرب الحديث. واعتبر الملك الراحل علي يعته من القادة السياسيين المغاربة الرواد، المشهود لهم بالمصداقية والعطاء الوطني البناء والوفير، في المجالين السياسي والحزبي”. وأضافت الرسالة أن يعتة “ساهم بانفتاحه، وبرصيده الفكري وبالقيم السامية التي كان يؤمن بها، في بناء يسار مغربي متسم بالنضج السياسي وبروح المسؤولية العالية، بالإضافة إلى تشبثه بثوابت الأمة ومقدساتها، وحرصه على خدمة الوطن، والدفاع عن قضاياه، بعيدا عن كل ما كان يطبع التيارات اليسارية المتطرفة، التي ظهرت في بعض مناطق العالم، في النصف الثاني من القرن الماضي”. واستحضر الملك إسهامه الكبير، في إغناء الحقل الإعلامي الوطني، وجهوده من أجل انبثاق إعلام حر ومسؤول. ودعا الملك المبادرين بإحداث مؤسسة تحمل إسم الزعيم علي يعته، لاستلهام القيم والمبادئ التي ناضل من أجلها، وجعل هذه المؤسسة منارة للوطنية الصادقة، وملتقى للفكر الرصين والحوار البناء، وفضاء للمساهمة الإيجابية في مختلف القضايا الوطنية. وتجدر الإشارة إلى أن الجمع العام التأسيسي الذي انعقد اليوم الجمعة، بمقر حزب التقدم والاشتراكية بالرباط، حضرته شخصيات من ألوان الطيف السياسي، والفكري، والإعلامي المغربي. ويعتبر علي يعتة أحد المناضلين اليساريين المغاربة البارزين، أسس حزب التحرر والاشتراكية (التقدم والاشتراكية حاليا), كما سبق له أن كان عضوا في الحزب الشيوعي المغربي المنحل. ولد علي يعتة يوم 25 غشت 1920 في مدينة طنجة، وفي سنة 1933 انتقل صحبة عائلته إلى مدينة الدارالبيضاء، لاكمال دراسته، وبدأ نشاطه النضالي في صفوف الحركة الوطنية في فترة الاستعمار، قبل أن يصبح في عهد الحسن الثاني، أحد أهم قيادات تحالف الكتلة الديموقراطية التي تزعمت المطالبة بالإصلاح والديموقراطية في المملكة. تعرض الراحل للسجن في أيام الاستعمار وبعد الاستقلال على السواء للسجن، كما قاد حزبه في ظروف ومنعطفات صعبة يظل أهمها فترة حل الحزب، وعمل عبر هذه المنعطفات على تكييف مواقف الحزب ومرجعياته مع الواقع السياسي المغربي. خلف علي يعتة بعض المؤلفات من بينها “بعد تحرير الجزائر، مراحل توحيد المغرب العربي” سنة 1962، ثم “الصحراء الغربية المغربية” الذي صدر عام 1973، وقد توفي يوم 13 غشت 1997 على إثر حادث سير بالدارالبيضاء.