حذّرت دراسة ألمانية حديثة، من أن تدخين التبغ أو حتى استنشاقه يعمل على تعطيل آلية الشفاء الذاتي فى الرئتين، وبالتالي يزيد فرص الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن. الدراسة أجراها باحثون بمعهد هيلمهولتز لأبحاث الرئة بألمانيا، بالتعاون مع فريق بحث دولي، ونشروا نتائجها اليوم الأحد، بالدورية الأمريكية للجهاز التنفسي والعناية المركزة، وأوضح فريق البحث، أن دراسته أثبتت أن الأشخاص الذين يتعرضون لدخان التبغ، سواء عن طريق التدخين، أو استنشاق دخان السجائر، فيما يعرف بالتدخين السلبي، يؤثر على نمو وتجدد خلايا الرئة. وأشارت الدراسة إلى أن دخان التبغ يعمل على إيقاف آلية ذاتية مسؤولة عن توازن وشفاء وإصلاح الرئتين عند الأشخاص الأصحاء، حيث تتعطل هذه الآلية لدى المدخنين ومن يتعرضون لدخان التبغ، ووجد الباحثون أيضًا، أن دخان التبغ يؤدي إلى فقدان بعض البروتينات التي تعتبر مهمة لبنية أنسجة الرئتين. ونوه فريق البحث إلى أن التدخين يؤدي لنوبات السعال، والتهاب الشعب الهوائية وصعوبة التنفس وكلها أعراض رئيسية، تفاقم الإصابة بالانسداد الرئوي المزمن، الذي ينتشر ما بين 10 إلى 12% من البالغين فوق الأربعين عاما بألمانيا. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن مرض الانسداد الرئوي المزمن ليس مرضًا واحدًا فحسب، ولكنه مصطلح عام يستخدم للإشارة إلى مجموعة من الأمراض الرئوية المزمنة التي تعوق تدفق الهواء إلى الرئتين مثل التهاب القصبات المزمن، والربو المزمن غير القابل للعلاج، وتشير تقديرات المنظمة إلى أن هناك 210 ملايين نسمة حول العالم يعانون من حالات متوسطة أو وخيمة من مرض الانسداد الرئوي. وأودى المرض بحياة 3 ملايين شخص عام 2005، ومن المتوقع أن يصبح المرض ثالث أسباب الوفاة الرئيسة في شتى أنحاء العالم بحلول عام 2030، بعد أمراض القلب والسرطان، وفق ذات التقديرات. وأوضحت المنظمة، فى أحدث تقاريرها، أن التبغ يقتل ما يقرب من 6 ملايين شخص بإقليم شرق المتوسط سنويا، بينهم أكثر من 5 ملايين تعاطو سابقا أو يتعاطون حاليا لتدخين التبغ، وحوالي 600 ألف شخص من غير المدخنين المعرضين للتدخين السلبي. ولفتت إلى أن المرض يعد أحد الأسباب الرئيسية للعديد من الأمراض المزمنة، بما في ذلك السرطان وأمراض الرئة وأمراض القلب والأوعية الدموية.