قدم وزير الاقتصاد والمالية السابق فتح الله ولعلو، أمس الاثنين بالمعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية بالرباط، كتابه الجديد “الصين ونحن” بحضور نخبة من المثقفين والاقتصاديين والجامعيين. ويوضح الكتاب كيف نجحت الصين في غضون ثلث قرن في الانتقال من دولة سائرة في طريق النمو الى قوة اقتصادية عالمية. هذا التحول يسائل المغرب والمغرب العربي وافريقيا وفضاء الجنوب المتوسطي، على اعتبار أنه يقدم خيارات جديدة لا تأتي من الغرب، بل من الصين البعيدة التي تمنح إمكانية الاستفادة من أسرار التحول الكبير الذي أنجزته. وخلال مائدة مستديرة نظمت لتقديم الكتاب، أبرز ولعلو أنه لا يمكن فهم الصين الحالية وثقل هذه الحضارة دون العودة إلى تاريخ هذا العملاق الآسيوي. وحسب الكاتب، فإن عدة عوامل تفسر هذا النمو من بينها التمسك بالوحدة الترابية والثقافة والتاريخ، مع الانفتاح على العالم، وأولوية الاقتصادي على الإيديولوجي، ومصداقية المؤسسات والدفاع عن المكتسبات مع اهتمام خاص بقطاعات مثل البيئة والجيش. ومن جهتها، أوضحت كريمة اليتربي، مديرة معهد كونفوشيوس بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن هذا الكتاب يعرض وجهة نظر عارف كبير بالصين ويسطر المحاور التي بنت عليها ارتقاءها المدهش خلال أربعة أو خمسة عقود. وقالت إن الكتاب مفيد بالنسبة للطلبة والمهتمين بالصين وثقافتها، خصوصا أنه صيغ بأسلوب بيداغوجي ذي طابع تعليمي واضح يتيح الإلمام بطبيعة هذا النمو الصيني. ومن جهته، أبرز السفير المفوض فوق العادة للصين بالمغرب، سون شوزهونغ، أهمية العلاقات التي تربط المغرب بالصين، معتبرا أن مثل هذه الكتب تساهم في تعميق فهم الثقافة الصينية وخصوصياتها الاقتصادية والاجتماعية. يذكر أن فتح الله ولعلو رئيس سابق للفريق البرلماني الاشتراكي ورئيس سابق لاتحاد الاقتصاديين العرب. وهو أيضا باحث مبرز بمركز السياسات للمكتب الشريف للفوسفاط. برلمان.كوم-وكالات