إثر الهجوم الذي شنه محمد الساسي، القيادي في الحزب الإشتراكي الموحد، على حزب الأصالة والمعاصرة، في حوار صحفي مع الموقع الإخباري “العمق”، واصفا إياه بأنه مشروع تجديد السلطوية، وأن الحداثة التي يتبناها هي حداثة مبتورة، قال المصطفى المريزق، عضو المكتب السياسي لحزب “الجرار”: “كان على الأستاذ الساسي أن لا يحشر أنفه في ردود إشهارية مناسباتية لرد الاعتبار لهذا أو ذاك بشكل مجاني لا نعرف الغاية منه”. وأضاف المصطفى المريزق، في تصريحات صحفية: “قد نكون على حق أحيانا في ما نقوله للناس إذا ما تحدثنا عن أنفسنا، وماذا نقدمه من نضال سياسي واجتماعي في يوم حراكنا. لكن أن نطل من الشرفة على ما يقع لنتموقع، فمغرب اليوم لم يعد يقنعه مثل هذا التعارض بين المعرفة العقلية وبين العلم المادي لمعالجة همومنا وتطلعاتنا فكرية كانت أم اجتماعية”. وعاد القيادي في حزب الأصالة والمعاصرة، ليطرح جملة من الأسئلة على محمد الساسي، والتي سبق وأن طرحها عليه سنة 2011، متسائلاً: “لماذا هجرت بيتك الإتحادي لتأتي لبيت آخر كنت تسمي أهله بالعدميين والفوضويين، من طلب منك الخروج ومغادرة الإتحاد الإشتراكي؟، من أقنعك بذلك؟، من جالست قبل الإلتحاق باليسار الموحد؟”، مضيفاً بالقول: “نريد أن تقول لنا الحقيقة حتى لا نساهم في تأخير مواد التاريخ والذاكرة لجيل آخر غير جيل الحراك اليومي الذي لم يعد مقتنعا بخطابات التباهي والتميز”. وشدد على أن حزب الأصالة والمعاصرة “ليس رأسا مركبا فوق جسد من غير جنسه”، البام يقول المصطفى المريزق في معرض رده على تصريحات محمد الساسي: “قيادة وقواعد، حزب مغربي وكل الفاعلات والفاعلين في صفوفه مغاربة ينتمون إلى نفس الوطن الذي تنتمي إليه، وأي ضحك على تركيبته يعني الضحك على طلبة قدمتم لهم دروس في القانون ولم تؤثروا فيهم، وعلى نساء لم تقنعهم أفكاركم التحررية، وعلى نخب يسارية كنتم لا تفارقونها ليلا ونهارا، وفجأة هاجرتكم من دون أن نعرف السبب، وعلى “أعيان” لم تستطع طروحاتك الإيديولوجية أن تألب ضدها سكان المدن والبوادي لتنحيها من ممارستها للسياسية. بإختصار أنتم لاتضحكون على البام، أنتم تضحكون على أنفسكم وعلى واقعكم المهزوم”. وبخصوص موقف حزب الأصالة والمعاصرة من الملكية البرلمانية، أكد المصطفى المريزق، أن للحزب ولنخبه موقف من الملكية البرلمانية، “ذلك الموقف الذي لم يعد يخيف أي كان، مخاطبا الساسي: “تذكر حين كنتم تسألوننا وترهبوننا في حلقيات النقاش، في مجالسكم عن موقفنا آنذاك من الصحراء. أنتم تعيدون نفس السيناريو من موقع آخر وتطرحون سقفكم وكأنكم تمتلكون الحقيقة. نريد منكم معرفة عقلية بفكر واعي، يتولد عنه أشكال الحياة الاجتماعية للشعب المغربي”. وذكر أن حزب الأصالة والمعاصرة لا يبتر الحداثة من سيرورتها، ولا يتحايل على الديمقراطية الاجتماعية، مؤكداً أن حزب الأصالة و المعاصرة طرح مشروعه السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي والثقافي، ويناضل من أجل تحقيقه، و يؤمن بأن المصالح المتعارضة، هي التي ستحسم الصراع الاجتماعي والسياسي، و ليس خرجاتكم المدفوعة. وأكد المريزق بلغة شديدة اللهجة: “نعم نحن ضد السلفية بكل أجنحتها وفصولها وأصولها، ونؤمن بالطبقات الاجتماعية ذات مصالح مادية مختلفة، كما ندعو لوحدة المجتمع داخل وطن واحد يشد بعضها البعض كالبنيان المرصوص. نحن نريد اجتهادك التقدمي اليساري في مجال الفوارق الاجتماعية والطبقية كنتاج مادي لتطور نمطنا القبلي الى ما هو عليه الآن من بنيات اجتماعية وعلاقتها داخل المجتمع”. وختم المصطفى المريزق، عضو المكتب السياسي لحزب “الجرار” تصريحه قائلاً لمحمد الساسي القيادي في الحزب الإشتراكي الموحد: “خلاصة القول، أنتظر منكم جوابان: ماهي الملكية البرلمانية التي تحلمون بها؟، وماهي قوتكم الفكرية والسياسية والتنظيمية الكفيلة بتحقيقها؟، ثم، لماذا قبلتم المشاركة السياسية الى جانب أحزاب لا تعترفون بها ولا تؤمنون بالاختلاف معها؟، ولماذا تقبلون بالمشاركة الانتخابية في ظل ملكية غير برلمانية؟، أنتظر جوابكم، وإلى ذلك الحين نقول لكم قادرون و قادمون”.