سيقام خارج المدخل الرئيسي الجديد لمبنى بي بي سي في لندن تمثال للكاتب جورج اورويل، صاحب رائعة “1984”. وعلى الجدار القريب من تمثال اورويل البرونزي الذي ينحته الفنان مارتن جيننغز ستُنقش عبارته الاستفزازية التي يقول فيها “إذا كانت الحرية حقا تعني شيئا فانها تعني الحق في ان نقول للناس ما لا يريدون سماعه”. وبعد اربعة اعوام على رفض مؤسسة بي بي سي مقترح ايجاد رقعة أرض لتكريم اورويل الذي كان من اشهر الذين عملوا فيها ، قررت استقباله مجددا وطلبت ترخيصا من بلدية ويستمنستر لاقامة التمثال خارج مقرها. وكان اورويل توفي عام 1950 ولكن ليس له تمثال في أي مكان عام في بريطانيا رغم انه من اشهر الكتاب البريطانيين في القرن العشرين عُرف بأعمال مثل مزرعة الحيوانات و1984 والحنين الى كاتالونيا ، الى جانب مقاله الصحفي الشهير “كيف تحضّر كوب الشاي الأمثل”. وسيكون له الآن تمثالان بعد ان قررت كلية ايتون الخاصة حيث درس اورويل استضافة نسخة من رأس التمثال الذي ينحته الفنان جيننغز على حسابها الى جانب المساهمة في تمويل مشروع التمثال. وكان اورويل وبي بي سي افترقا على خصام عام 1943 عندما استقال الكاتب بعد العمل منتجا لندوات اذاعية في الخدمة الشرقية لمدة سنتين خلال الحرب. وكان يشارك في انتاج مواد دعائية تُبث من الهند. وكتب في الاستقالة التي وقعها باسمه الحقيقي اريك بلير “أدركتُ منذ بعض الوقت اني أهدر وقتي والمال العام على أداء عمل لا يثمر أي نتيجة…. أشعر إني بالعودة الى عملي الاعتيادي في الكتابة والصحافة أستطيع ان أكون أكثر فائدة مما أنا في الوقت الحاضر”.
وأطلق اورويل اسم “الغرفة 101” على قاعة الاجتماعات الخانقة في مبنى بي بي سي مستعيرا رقم غرفة التعذيب في روايته الشهيرة 1984. ورفضت بي بي سي في البداية اقامة تمثال اورويل قرب مبناها لأنه يعتبر يساريا استفزازيا. ولكن مشروع التمثال عاد الى الحياة عندما أصبح توني هول مديرها العام.