صحة إن السر وراء فشل العديد من البرامج الرياضية التي تهدف إلى إنقاص الوزن هي الأفكار الخاطئة والشائعات التي تدور حول ممارسة بعض التمارين الرياضية؛ فمثلاً يعتقد الكثيرون أن الإفراط في ممارسة الرياضة يؤدي إلى خفض الوزن بشكل أفضل من التمارين المعتدلة التي تحتاج إلى نصف ساعة فقط يومياً. ولكن يؤكد خبراء أنه يجب أن يشرف على البرامج الرياضية مختصون يقومون بتحديد الوقت وحجم المجهود المتناسب مع كتلة الجسم والصحة والجنس والعمر. هذا بالإضافة إلى أن اختيار مكان التمرين عامل اساسي لسلامة الجسم والعظام إذ يجب الإهتمام بالأرضية المناسبة والتهوية الجيدة أثناء التمرين. نقدم لك مجموعة من المفاهيم الخاطئة والشائعات غير الصحيحة عن ممارسة الرياضة لتفادي الوقوع فيها. 1- تمارين رفع الأثقال: الشائع أن تمارين رفع الأثقال تؤدي حتماً إلى بناء كتلة عضلية قوية في الجسم؛ ولكن الحقيقة أن بناء العضلات يحتاج إلى نظام غذائي مدعم بالبروتين مثل اللحوم الحمراء مثل لحوم الغنم والبقر أو اللحوم البيضاء كالأسماك والدجاج أو البقول كالفول والعدس أو البيض إلى جانب المواظبة على تمارين حمل الأثقال المتناسبة مع وزن الجسم. كما تؤكد الأبحاث الصادرة عن منظمة الصحة العالمية أن تمارين رفع الأثقال غير المصحوبة بتناول الغذاء الصحي المكمل سيؤدي حتماً إلى إضعاف العضلة وليس بنائها والذي يُعرف رياضياً بمصطلح “حرق العضلة”؛ كما أن حمل وزن أكثر من المسموح غالباً ما يلحق الأذى بالفقرات السفلية من العمود الفقري وقد يسبب ألماً شديداً في أعصاب الساقين والذراعين وعظام الصدر وعضلات الأكتاف. 2- مدة التمرين: يعتقد البعض أن طول فترة التمرين تؤدي إلى إنقاص وزن أكثر الأمر الذي يجعل العديد من الاشخاص يمارسون الرياضة لفترة طويلة تزيد على ساعتين بلا توقف. وفي هذا السياق يؤكد الخبراء إلى أن أخذ فترة راحة لمدة خمس دقائق بعد كل نصف ساعة من التدريب يساعد على إنقاص الوزن بصورة أفضل إذ يؤدي ذلك إلى إلتقاط الأنفاس بشكل جيد إلى جانب تهدئة نبضات القلب المتلاحقة مما يعمل على استعادة القوى المطلوبة لمواصلة فترة جديدة من التمرين بلياقة وكفاءة أفضل. يفضل تناول عصيرطازج من البرتقال أو الكيوي أو الفراولة في فترات الراحة الأمر الذي يرفع من مستوى السكر في الدم ويزيد من الطاقة الحرارية في الجسم لمواصلة التدريب الأمر الذي يعمل على زيادة معدل الحرق الغذائي وبالتالي إنقاص الوزن. 3- تمرين المشي والركض: يقع الكثير من متبعي الحميات الغذائية في خطأ شائع هو ممارسة الجري بعد تناول الطعام بفترة وجيزة اعتقاداً منهم أن هذا سيساعدهم على التخلص من السعرات الحرارية الزائدة المكتسبة من الطعام. إلا أن خبراء التغذية التابعين لمنظمة الصحة العالمية ينفون صحة هذا الاعتقاد إذ أن كل طاقة الجسم تتجه إلى المعدة لإتمام عملية امتصاص وهضم الغذاء الأمر الذي يفسر إصابة غالبية الناس بحالة من الخمول والرغبة في النوم بعد تناول الطعام مباشرة؛ لذلك ينصح الخبراء بممارسة رياضة المشي أو الركض بعد الأكل بساعتين إلى ثلاثة ساعات الأمر الذي يضمن تحقيق أقصى فائدة من التدريب ويحرر الجسم من الطاقة الحرارية المختزنة فيه والدهون وليس فقط من السوائل. 4- قوة التدريب: على عكس ما هو شائع، يؤدي الإفراط في التمرين إلى إجهاد الجسم والشعور بالضعف العام وقلة الطاقة إلى جانب الإصابة بالجفاف بسبب نقص السوائل في الجسم. كما يؤكد خبراء التغذية على أن المجهود المضاعف في التدريب يسبب إنخفاض هائل في معدل الجلوكوز في الدم الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الشهية تجاه تناول كميات كبيرة من الطعام وبالتالي اكتساب وزن يفوق ما تم فقده أثناء التدريب. 5- فوائد الأيروبيك: يعتقد البعض أن الأيروبيك يؤدي إلى إنقاص الوزن بسرعة ولكن الحقيقة أن الفائدة من الأيروبيك هي زيادة لياقة الجسم ومرونته؛ بينما تؤدي تمارين الحرق مثل الجري والسباحة والمشي وركوب الدراجات إلى إنقاص الوزن بشكل كبير. 6- وقت الرياضة : يميل غالبية الافراد إلى ممارسة الرياضة ليلاً قبل وقت النوم بساعة أو ساعتين على الأكثر بسبب ضيق الوقت وانشغالهم بالأعباء المهنية والمنزلية، الأمر الذي يؤدي إلى تنشيط الجسم بمجهود زائد يتسبب بالإصابة بالأرق وعدم القدرة على النوم بعمق. ويرى خبراء اللياقة أن أفضل وقت لممارسة الرياضة هو في الصباح الباكر إلى وقت الظهيرة حيث يكون الجسم بكامل طاقاته ونشاطه لإداء تمرينه اليومي.