لا يوجد شخص لا يميز زجاجة كوكاكولا بشكلها الفريد، وتقريباً لا يوجد شخص يعرف أن هذا الشكل مستوحى من فستان نسائي كان يشكل صيحة في عالم الأزياء في وقت ما، قبل أن يصبح منسيا. عندما قام رجل الأعمال الأمريكي آسا جريجز كاندلر بتأسيس شركة كوكاكولا في العام 1888، كان لديه حلم بأن تصبح أشهر وأفضل شركة للمشروبات الغازية في العالم، في ذلك الوقت كانت المنافسة مشتعلة بين العديد من الشركات، لذلك أراد كاندلر شكلاً فريداً لزجاجة الكوكاكولا يميزها عن باقي منافسيها. منذ طرح كوكاكولا في السوق ومبيعاتها في صعود صاروخي، ومع مطلع القرن العشرين، ازداد عدد الشركات التي تقلد مشروب كوكاكولا، وأصبح من الواجب إيجاد طريقة تساعد المستهلك على التفريق بين مشروب كوكاكولا الأصلي والمقلد، في سنة 1906 تم لصق ورقة على زجاجة كوكاكولا مطبوع عليها شعار كوكاكولا بألوانه الزاهية، لم تفلح هذه المحاولة لأن الورق كان ينفصل عن الزجاجات عندما يتم وضعها في الثلاجات ليتم تبريدها. أدركت شركة كوكاكولا أنها بحاجة لوسيلة أفضل لتمييز منتجها، فعملت مسابقة بين مكاتب التصميم لعمل زجاجة ذات شكل فريد، ووضعت 500 دولار كجائزة للفائز. فريق مكون من 5 أفراد من شركة رووت جلاس نظر إلى الثقافة الشعبية الأمريكية التي كانت سائدة في ذلك الوقت، ثم قرر استنباط تصميم الزجاجة من تصميم "hobble skirt" وهو فستان نسائي كان مشهوراً في العقد الثاني من القرن العشرين. تأثر التصميم أيضا بشكل ثمرة شجرة الكاكاو على الرغم من أن هذه الثمرة ليس لها علاقة بمشروب الكوكاكولا، لكن الفريق أعجب بشكل الثمرة عندما رآها في أحد الكتب، فقرر الاستفادة منه. أعجبت شركة كوكاكولا بتصميم شركة رووت غلاس فأختارته، واختارت زجاج من نوع جيرمان غرين ليتم استخدامه في تصنيع الزجاجات، بسبب طغيان العلامة التجارية لكوكاكولا تحول اسم الزجاج إلى جورجيا غرين نسبة إلى ولاية جورجيا التي اخترعت فيها الكوكاكولا. كانت زجاجة كوكاكولا أول منتج تجاري يظهر على غلاف مجلة التايم وكان ذلك في العام 1950، جاء هذا الظهور بعد الإعلان عن نتيجة استطلاع أجرته شركة كوكاكولا في منتصف الأربعينات، حيث أفاد أقل من 1% من الأمريكيين أنهم عاجزين عن تمييز زجاجة كوكاكولا بالاعتماد على شكلها فقط. حتى منتصف القرن العشرين كان لزجاجة الكوكاكولا حجم واحد وهو 192 ملم، لكن في سنة 1956 صارت زجاجات كوكاكولا تأتي بثلاثة أحجام، 295 ملم، 354 ملم، و 768 ملم. في الستينات أصبحت علب الكوكاكولا المصنوعة من الألمنيوم متوفرة للجمهور، مع العلم أن شركة كوكاكولا اختبرت علب الألمنيوم لأول مرة في أوائل الحرب العالمية الثانية، لكنها تخلت عن استخدامها في ذلك الوقت لأن الألمنيوم لم يكن متوفراً، بسبب الحاجة إليه في المجهود الحربي. يقول الفنان الأمريكي آندي وارهول إن الكوكاكولا منتج لا يفرق بين الطبقات، فالرئيس يشرب نفس الكوكاكولا التي يشربها الغفير، ولا يوجد مبلغ من المال ممكن أن يدفعه الغني لكي يشرب كوكاكولا أفضل من التي يشربها الفقير، فكل زجاجات الكوكاكولا لها نفس الجودة ونفس الطعم.