الخط : إستمع للمقال يعتقد هشام جيراندو، بسطحيته المعهودة، بأن التعاقد من أجل بناء مقر أمني حساس هي مسألة بسيطة أو شخصية، أو ربما هي مجرد صفقة عرضية تحتمل شبهات الفساد. بل يتوهم هشام جيراندو بأن بناء المقرات الرئيسية للمؤسسات الأمنية هي مجرد صفقات تعاقدية عادية، تخضع للاعتبارات الذاتية للمشرفين عليها، بعيدا عن الرؤية الاستراتيجية للدولة. ولعل هذا هو السبب الذي جعل النصاب هشام جيراندو يخرج بشريط نشاز، يتحدث فيه بعموميات مقرفة، وأخبار زائفة مغرضة، عن مشروع بناء المجمع الإداري الجديد للمديرية العامة للأمن الوطني. لكن ما يجهله هذا المحتال الهارب من العدالة، بموجب جرائم تمس بالشرف والمروءة، هو أن مشروع بناء المقر الجديد للمديرية العامة للأمن الوطني هو أكثر من مجرد صفقة تعاقدية أو مشروع عقاري لتشييد إدارة عمومية أو مرفق عام. فالأمر يتعلق هنا بمشروع مهيكل يروم تجميع جميع المصالح الميدانية والتقنية للأمن الوطني في مجمع إداري واحد، تتوافر فيه شروط الحماية والأمن والخدمات التوظيفية المفروضة في البنايات والمنشآت الأمنية الحساسة. وهو أيضا مشروع يتطلع للمستقبل، برؤية 100 سنة وأكثر للأمام، قادر على استيعاب وتسيير الطاقة التشغيلية لمؤسسة حيوية تضم ما يربو من تسعين ألف موظف وموظفة، وهو العدد المرشح للزيادة في العقود المقبلة. أكثر من ذلك، فالمقر الجديد للمديرية العامة للأمن الوطني هو فضاء متكامل، يضم مرافق للعمل، وفضاءات للحياة اليومية للوحدات الميدانية، من صالات متعددة للرياضة وأماكن للإيواء، وهو ما يجعله مكانا مندمجا يوفر المناخ الوظيفي الأمثل لمزاولة مهمة حفظ الأمن وصون النظام العام. فهذا المقر المندمج، وعلى نقيض ما يروج له بعض المعتوهين من أمثال هشام جيراندو، هو مشروع تم تشييده برؤية استشرافية للمستقبل، تستحضر الطاقات الوظيفية المتزايدة لجهاز يتطور باستمرار، ويواجه تحديات وتهديدات متنامية، ويستطلع انتظارات متزايدة للمواطنين في مجال الأمن. لذلك، لا يمكن للمواطن المغربي الغيور على مصلحة بلاده إلا أن يفتخر بمشاريع مماثلة تعزز البنية التحتية المتطورة للمغرب. فمثل هذه المشاريع هي بمثابة قاطرة لأوراش تنموية أخرى، لأن الأمن هو عماد التنمية، وبدون أمن لا يمكن جلب الاستثمار ولا السياحة ولا حتى تأمين العيش المشترك. لكن أهمية واستراتيجية مثل هذه المشاريع هي التي تثير حفيظة وحنق ممتهني الاسترزاق المعلوماتي وأعداء الوطن. ولعل هذا هو الدافع الذي جعل هشام جيراندو يخرج من جحره للتبخيس والتشويش. فهذا النصاب لم يستطع حتى مسايرة التطورات الأمنية في مغرب اليوم! فهو لا يزال يتحدث عن شرطة تبحث عن أوراق للعمل، جاهلا أو متجاهلا بأن الرقمنة طالت جميع مستويات العمل الأمني، بما في ذلك التبادل الإلكتروني للمحاضر القانونية، وهو المشروع الذي شارف على مراحله الأخيرة. لكن ما عسانا نقول لهشام جيراندو؟ فالذي في قلبه مرض أو زيغ، ومجبول على الخيانة، لا يمكن إصلاحه ولا هدايته، لأن الوطن لا يهدي الخائنين ولا يستوعب المارقين وكل من ارتموا في براثن الأعداء. الوسوم الأمن الوطني الابتزاز الالكتروني هشام جيراندو