الخط : إستمع للمقال بعد شناقة العيد: المغاربة يتطلعون أن تشرب الحكومة «حليب السبوعا» أمام المتلاعبين بأثمنة السمك والسردين في طليعته، والمتلاعبين بأثمنة اللحوم البيضاء والدجاج في طليعته.. ما من شك أن ملايين المغاربة، بمن فيهم الطبقة المتوسطة قد رفعوا أكفهم بالدعاء للملك أمير المؤمنين، بعد الاستماع إلى رسالته الى عموم الشعب المغربي. الفقراء أولا ثم ذوي الدخل المحدود ثانيا وبعدهم الطبقة الوسطى، يعتبرون أن الملك قد سهل لهم طريق اليسر، وأنقظهم من نفق العسر الذي زجتهم فيه الحكومة بعجزها وبدعمها للوبيات المعروفة التي شملتها برعاية مالية سخية. لقد سجلت الرسالة الملكية الكريمة مقدمات من صميم الحياة الشعبية، اجتماعيا واقتصاديا ومعيشيا وذلك من خلال التنصيص على: * وضع اقتصادي وفلاحي صعب يتميز «بتراجع كبير في أعداد الماشية»، نتجت عنه ظروف صعبة، تجعل إقامة شعيرة عيد الأضحى سُنَّة «ستلحق ضررا محققا بفئات كبيرة» من أبناء الشعب. وهو تشخيص لوضعية اجتماعية صعبة تقف على معطيات قابلة للقياس، نتج عنها وضع يستدعي تدخل إمارة المؤمنين للتنفيس عن الناس والتخفيف من معاناتهم، بسبب الطبيعة الروحية والدينية للمناسبة. هذا التدخل الملكي النبيل، وهو ليس بغريب عن ملك البلاد في كل الأحوال، هو في عمقه تجاوب مع مطلب شعبي بدأ يتشكل كرد على تصاعد حدة الشناقة وسطوة اللوبيات، ومع الشعور العام بالعجز المطلق للحكومة إن لم نقل تواطأها مع اللوبيات المتحكمة في سوق العيد... إن الملك وهو ينحاز إلى فئات شعبه الضعيفة قد وضع الوسطاء والشناقة والعرابين الذي يتسترون عليهم من أعلى القرار الحكومي في زاوية حادة، وسحب البساط من تحت أقدامهم. كما أنه لم يسمح مرة أخرى بذريعة الخصاص في القطيع الوطني لضخ الملايير من أموال الدعم عن كل رأس غنم يستورد من الخارج بدون أن يكون له أي تأثير على ثمن البيع للمواطنين. لا شك أن المغاربة ينتظرون من الحكومة أن تسير على خطى جلالة الملك وتبيِّن عن جدارة الجلوس على كراسي القرار، في قضايا مماثلة ومنها ثمن السمك (والسردين على رأسه) وثمن اللحوم البيضاء والحمراء منها على حد سواء.. وليس الخطب المغشوشة حول الهداية الربانية للشناقة أو وجود لوبيات في عملية استيراد اللحوم لا تخضع لرادار الحكومة وغير ذلك من أساليب الإفلات من المسؤولية.. الوسوم الأكباش المغربية المغرب الملك محمد السادس عيد الأضحى