الخط : إستمع للمقال أعلن عزيز غالي، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان أن هذه الأخيرة حصلت على جائزة "نوفاك" الدولية لحقوق الإنسان التي يمنحها ما يسمى ب "المعهد الدولي للعمل السلمي" المعروف اختصارا ب NOVACT وهي منظمة إسبانية مشبوهة. في الواقع يتعلق الأمر بمنظمة معادية للمغرب، لأنها مرتبطة بعصابة البوليساريو، ومعروفة بدعمها الصريح واللامشروط لأجندة الانفصال في المغرب كما تتوفر على تمثيلية لها بمخيمات تندوف بالجزائر، منسقها هو الانفصالي المدعو محفوظ محمد لامين بشري. محفوظ لامين وعلى غرار الكثير من الانفصاليين المنتمين للبوليساريو وأبواق النظام الجزائري، احتفى على حسابه في "فيسبوك" بالموقف المعادي للوحدة الترابية الذي عبر عنه مؤخرا عزيز غالي والذي أعلن فيه مساندة أطروحة البوليساريو ومعارضته الشرسة لمقترح الحكم الذاتي المغربي. والأدهى من هذا كله هو أن منظمة NOVACT، المعروفة رسميًا باسم "المعهد الدولي للعمل السلمي"، تعد واجهة مدنية وغطاء حقوقيا لتمويل البوليساريو تحت ذرائع مشبوهة من قبيل أنشطة ثقافية وحقوقية، لاسيما وأن جزء كبير من التمويلات المرصودة لبعض الأنشطة تفوق بكثير حجمها والمصاريف التي تتطلبها وفق ما يظهر في بعض التقارير التي تنشرها المنظمة، دون أن تكشف نفس التقارير لا عن مآل باقي التمويلات ولا عن من أين تأتي بالفارق بالنسبة لبعض الأنشطة الأخرى التي تكون المساهمات فيها أقل من الميزانية المرصودة في البداية كما هو مبين في أحد الأمثلة في الصورة أسفله. وعلاقة بالموضوع، فقد كشف تقرير لموقع « Le360 » سنة 2017، وبالوثائق، عن لعب منظمة "NOVACT" دور الغطاء الحقوقي لتسليم مبلغ 100 ألف أورو (حوالي 1.1 مليون درهم مغربي) لكيان البوليساريو كانت حكومة كتالونيا قد خصصته لدعم مشاريع تصب في مصلحة جبهة البوليساريو الانفصالية، حيث كانت المنظمة تخطط لتنظيم مؤتمر في ما يسمى ب "مخيم السمارة" بتندوف، بهدف الترويج لأطروحات معادية للمغرب تحت ستار "حقوق الإنسان". والأمر لا يتوقف عند التمويلات الرسمية من جهات مثل حكومة كاتالونيا، بل يتسع ليشمل مصادر أكثر خطورة، حيث تشير تقارير إلى أن أموالًا تُضخ عبر قنوات مرتبطة بتجارة الأسلحة والمخدرات والسيارات المسروقة في منطقة الساحل والصحراء، بالإضافة إلى الأموال المخصصة من المنظمات غير الحكومية الإسبانية تحت ذريعة "دعم الشعب الصحراوي". هذه المصادر تطرح تساؤلات حول نزاهة الجمعيات التي ترتبط بشكل أو بآخر بهذه الشبكات. وبالتالي، فأن تكون الجمعية المغربية لحقوق الإنسان مرتبطة بهذه المنظمة، ليس ارتباطا معنويا فقط، وإنما ماديا أيضا، حيث أن الجائزة التي حصلت عليها، في الواقع تُصرف على شكل مبالغ مالية لفائدة الجمعية، ما يطرح أكثر من علامة استفهام عن مصادرها الحقيقية وأوجه صرفها والخلفيات الأصلية التي أدت إلى التتويج... هل انسجاما مع الموقف المعادي الذي عبر عنه مؤخرا عزيز غالي ؟ أم تعويض عن تحركات سابقة أو مستقبلية؟ لاسيما وأن عزيز غالي كان قد قام بجولة في الآونة الأخيرة إلى الصحراء المغربية حيث التقى هناك ببعض الأفراد الموالين لعصابة البوليساريو، أمثال علي سالم التامك. إن حصول الجمعية المغربية لحقوق الإنسان على جائزة "نوفاكت" يثير الكثير الشكوك، ليس فقط بسبب ارتباط هذه الجائزة بمنظمة إسبانية ذات مواقف عدائية واضحة تجاه المغرب وداعمة للبوليساريو ماديا ومعنويا، ولكن أيضًا لأن هذا التكريم يعكس تداخلًا مثيرًا للشكوك بين ما يُفترض أنه نشاط حقوقي وما يبدو أنه انخراط في أجندات سياسية معادية للوحدة الترابية للمملكة. وبتلقيها جائزة من "نوفاكت"، فإنه يتضح بأن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان تفتخر بعلاقة مع منظمة تتخذ موقفًا عدائيًا ضد المغرب، خاصةً أن هذا الارتباط يأتي في سياق تحركات سياسية تهدف لتقويض الوحدة الترابية للمملكة. وافتخار الجمعية بهذا التكريم رغم أن التمويلات المرتبطة ب"نوفاكت" تُستخدم لدعم جبهة البوليساريو، التي تعتمد على تجارة غير مشروعة وتمويلات سياسية لتحقيق أهدافها، يؤكد انخراط الجمعية طواعية وعمدا في أجندات تسعى إلى تقويض الوحدة الترابية للمغرب وتهديد الأمن القومي للمغاربة. الوسوم البوليساريو المغرب بوغطاط المغربي عزيز غالي