تأتي احتفالية اليوم العالمي للمرأة هذا العام تحت شعار “تمكين المرأة – تمكين الإنسانية: فلنتخيل معا!!”. وذلك بهدف وضع رؤية لعالم تستطيع فيه كل امرأة وفتاة من ممارسة خياراتها، مثل المشاركة في الحياة السياسية، والحصول على التعليم ومصدر للدخل، والعيش في مجتمعات خالية من العنف و التمييز. لكن ربما لا يعرف الكثير منا اللمحة التاريخية لذلك اليوم، فدعونا نتعرف عليها من خلال هاته الأسطر. يعتقد الكثيرون أن فكرة الاحتفال بيوم عالمي للمرأة كانت بسبب الإضرابات التي قامت بها العاملات في صناعة النسيج في مدينة نيويوركبالولاياتالمتحدةالأمريكية بين عامي 1857 و1909 التي صادفت يوم الثامن من مارس، احتجاجا على ظروف عملهن السيئة. بينما يري آخرون أن أول إشارة رسمية ليوم المرأة العالمي ظهرت في مظاهرة نظمتها ناشطات اشتراكيات مطالبات بالحق في التصويت في 28 فبراير 1909 وقد أطلق على هذه المظاهرة يوم المرأة، ثم تكرر الاحتفال في الولاياتالمتحدةالأمريكية بهذا اليوم سنويا، بعد ذلك أصبح يقام سنويا منذ ذلك التاريخ. الشرارة الأولى وظهرت فكرة يوم المرأة العالمي في بداية القرن العشرين في عام 1908، حين خرجت الآلاف من عاملات النسيج للتظاهر في شوارع مدينة نيويورك، حاملات قطعا من الخبز اليابس وباقات من الورود، في خطوة رمزية وطالبت المسيرة بتخفيض ساعات العمل ووقف تشغيل الأطفال ومنح النساء حق الانتخاب. وشكلت مظاهرات “الخبز والورود” بداية حركة نسائية داخل الولاياتالمتحدة، خصوصا بعد انضمام نساء من الطبقة المتوسطة للمطالبة بالمساواة والإنصاف ورفعن شعارات تطالب بالحقوق السياسية، وعلى رأسها حق الانتخاب. وفي عام 1909، ووفقا لإعلان الحزب الاشتراكي الأمريكي، تم الاحتفال بأول يوم وطني للمرأة في الولاياتالمتحدةالامريكية في 28 فبراير، وظلت المرأة تحتفل بهذا اليوم حتى عام 1913. وفي عام 1910 قررت الاشتراكية الدولية المجتمعة في “كوبنهاغن” إعلان يوم دولي للمرأة، وذلك تشريفا للحركة الداعية للحقوق المرأة وللمساعدة على إعمال حقها في الاقتراع، ووافق المؤتمر الذي شاركت فيه ما يزيد على 100 امرأة من 17 بلدا على هذا الاقتراح بالإجماع، دون تحديد تاريخ للاحتفال. لماذا 8 مارس؟ وعقب ذلك تم الاحتفال لأول مرة بيوم المرأة الدولى في 19 مارس عام 1911 في كل من ألمانيا والدنمارك وسويسرا والنمسا، وشارك ما يزيد عن مليون امرأة في الاحتفالات، وإضافة لحق التصويت والعمل في المناصب العامة، طالبت النساء بالحق في العمل والتدريب المهني وإنهاء التمييز في العمل. وفي عام 1931، وكجزء من حركة السلام التي أخذت في الظهور ليلة الحرب العالمية الأولى، احتفلت المرأة الروسية بيوم المرأة الدولي ولأول مرة في أخر يوم من شهر فبراير. وفي الأماكن الأخرى من أوروبا، نظمت النساء في 8 مارس عام 1914 تجمعات حاشدة للاحتجاج ضد الحرب، وأمام الخسائر التي تكبدتها روسيا في الحرب التي بلغت مليوني جنديي، حددت المرأة الروسية يوم “أحد” لتنظيم الإضراب من أجل “الخبز والسلام”، لكن الزعماء السياسيين عارضوا موعد الإضراب. لكن ذلك لم يثن النساء عن المضي في إضرابهن، ويذكر التاريخ أن قيصر روسيا استسلم بعد أربعة أيام، ومنحت الحكومة المؤقتة المرأة حقها في التصويت، ووافق ذلك اليوم 8 مارس من عام 1917، وبدأت الأممالمتحدة الاحتفال باليوم الدولى للمرأة فى 8 مارس عام 1971. التمكين شعار هذا العام ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في بيانه بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، لتمكين المرأة لكي تصبح عامل التغيير لحل المشاكل الملحة بالعالم، مؤكدا على أن المرأة ترأس الآن ما يقرب من ربع جميع بعثات الأممالمتحدة، كما أشار إلى أنه وافق على ما يقرب من 150 من خطابات التعيين للنساء في مناصب مهمة بالمنظمة. وأكد العام للأمم المتحدة على أن تمكين المرأة يؤدي إلى تقدم المجتمع، داعيًا المجتمع الدولي إلى اتخاذ المزيد من الخطوات تجاه المساواة بين الجنسين الذي يعتبر ضمن أهداف التنمية المستدامة. ولفت الأمين إلى خطر الموت الذي يواجه المرأة عملية الوضع بالمناطق الفقيرة وأيضا عقبات تعرقل طريقها في التعليم والذهاب إلى المدرسة، وشدد مون على أهمية الوصول إلى حلول حاسمة لمواجهة تحديات الفقر وعدم المساواة وحماية المجتمعات الأكثر تضررا من الصراعات والكوارث والتشرد.