قال المدير العام لمرصد الدراسات الجيوسياسية بباريس، شارل سان برو، مساء أول أمس الجمعة بمراكش، إن إفريقيا عرضة لعوامل عدم الاستقرار بسبب النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية وخاصة من قبل انفصاليي “البوليساريو”. وأبرز سان برو في مداخلة خلال جلسة عامة حول موضوع “محاربة الراديكالية والتطرف العنيف .. النموذج المغربي”، في إطار الدورة السابعة لمنتدى الأمن بمراكش، أن المغرب قام بعمل جد ملموس من أجل إرساء الاستقرار بمنطقة الساحل والصحراء المعرضة لتهديدات عدة مجموعات وعلى رأسها جبهة “البوليساريو”، التي يرتبط بعض أعضائها بشبكات الاتجار في المخدرات وبمنظمات إجرامية أخرى من جهة، وبالمجموعات الإرهابية من جهة ثانية. وسجل في هذا السياق، أنه “في سنة 2014، كشفت وكالة يابانية للاستعلامات عن وجود اتصالات بين “البوليساريو” والجماعات الإرهابية وخاصة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، الذي يشكل الانفصاليون ذراعه اللوجستي، فضلا عن تنظيم المرابطين وجماعات أخرى محلية بمنطقة الساحل”. وذكر الخبير الفرنسي أن تفكيك خلية إرهابية موالية لتنظيم “داعش” مؤخرا بالمغرب سمح مجددا بالكشف عن علاقة هذا التنظيم بجبهة “البوليساريو”، مبرزا أن الجزائر، قامت في سنوات الثمانينيات، بالضغط على منظمة الوحدة الإفريقية لفرض، وبجميع الوسائل، انضمام الانفصاليين إلى هذه المنظمة. كما أكد سان برو أن المغرب يضطلع بدور حاسم من خلال دعمه للطرق الصوفية الكبرى (التجانية والقادرية البوتشيشية…)، التي تعد حصنا منيعا ضد خطر التعصب، معتبرا أن الحل لمواجهة الإرهاب والتطرف لا ينحصر فقط في النهج العسكري أو الأمني بل يرتكز أيضا على مكافحة الجهل الذي يغذي التطرف. و”هنا يبرز النموذج المغربي” يقول الخبير الفرنسي، مشيدا بالموقف الواضح والقوي للمملكة في مواجهة التطرف. وأشار، في هذا السياق، إلى أن جهود المغرب في محاربة التطرف العنيف تتجسد في مستويين، ويتعلق الأمر بالعمل الأمني والمجال الديني من خلال تأهيل الحقل الديني. وقال إن تأهيل الحقل الديني بقيادة الملك محمد السادس “جعل المغرب يتبوأ مكانة طلائعية في مجال مكافحة الانحراف والتطرف”. وفي هذا السياق، دعا سان برو المجتمع الدولي برمته إلى اعتبار المغرب عنصرا قويا في مجال مكافحة الإرهاب، من خلال إطلاق مبادرات ملموسة بهدف اجتثاث التطرف. وشارك في هذا المنتدى، المنظم على مدى يومين بشراكة مع الفيدرالية الإفريقية للدراسات الاستراتيجية، أزيد من 200 مسؤول عسكري ومدني وخبراء في الأمن وممثلي منظمات دولية من أجل بحث واستعراض ومناقشة الحلول الناجعة لمواجهة ظاهرة التطرف والإرهاب السائرة في التنامي وخاصة بالقارة الإفريقية. وشكل هذا المنتدى فضاء لتبادل التجارب والخبرات ومناقشة مواضيع هامة حول الرهانات الأمنية الكبرى التي تواجه القارة السمراء، كما يعد أرضية وفضاء مستقلا لتعميق التفكير والفهم بهذه الظاهرة التي أضحت تؤرق كافة دول العالم، وكذا لتبادل الممارسات الفضلى في مجال مكافحة الارهاب واجتثاث منابعه. وناقش هذا المنتدى، الذي نظمه المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس بشراكة مع الفيدرالية الإفريقية للدراسات الاستراتيجية، عددا من المحاور التي تكتسي راهنية، وذلك حول موضوع “إفريقيا في حرب ضد الجهادية الدولية”. المصدر:ومع