وصلت اليوم الإثنين 28 غشت الجاري، مياه نهر سبو إلى واد أبي رقراق، على الساعة الثانية زوالا، وسط هتافات الفرح من طرف عمال الشركة المكلفة بإنجاز صفقة هذا المشروع الهيكلي للربط المائي البيني ما بين حوض سبو إلى حوض أبي رقراق الشاوية، والذي يدخل ضمن المشاريع والأوراش الكبرى التي أطلقها ويرعها الملك محمد السادس. ويأتي هذا المشروع في إطار ما يعرف بإحداث "الطريق السيار للماء"، بهدف تأمين تزويد المياه الصالحة للشرب لمحور الرباط-الدارالبيضاء وكذا مراكش بطريقة غير مباشرة، في ظل تراجع نسب ملء العديد من سدود المملكة بسبب قلة التساقطات المطرية والجفاف الذي تعرفه بلادنا على غرار العديد من بلدان العالم، خلال السنوات الأخيرة. ويفسر إنجاز هذا المشروع في الوقت الذي حدّده الملك محمد السادس، بأن العهد الحالي الذي يعيشه المغرب هو عهد الإنجازات والأوراش الكبرى بقيادة جلالته ولا مجال للتسامح مع المتخاذلين في تسريع تنزيل هذه الأوراش، عهد يسير به الملك بالبلاد إلى برّ الأمان، في وقت عجزت فيه دول مجاورة عن معالجة المشاكل والتحديات التي تواجهها، بالرغم من الإمكانيات المتوفرة لديها. وقد حرص الملك محمد السادس على تتبع هذا المشروع بنفسه، حيث سبق وترأس شهر ماي الماضي بالقصر الملكي بالرباط، جلسة عمل خصصت لتتبع البرنامج الوطني للتزود بالماء الصالح للشرب ومياه السقي 2020-2027. دعا خلاله الحكومة إلى تسريع وتيرة هذا البرنامج وتحيين محتوياته، وأعلن حينها عن تخصيص اعتمادات إضافية هامة بما يمكن من رفع ميزانيته الإجمالية إلى 143 مليار درهم. وقد دعا جلالته خلال هذا الاجتماع إلى تسريع مشروع الربط بين الأحواض المائية لسبو وأبي رقراق وأم الربيع، وهو المشروع الذي أنجز شطره الاستعجالي للربط بين حوض سبو وحوض أبي رقراق على طول 67 كلم، بتتبع ملكي، ما مكّن من احترام الجدولة الزمنية الموضوعة له وإعطاء انطلاقة العمل به، وبالتالي سيحل مشكل الماء بمناطق الرباط وسلا والنواحي. وإلى جانب ذلك، فقد دعا الملك محمد السادس خلال الاجتماع المذكور إلى برمجة سدود جديدة، وتحيين تكاليف حوالي 20 سدا يتوقع إنجازها، والتي ستمكن من الرفع من قدرة التخزين ب 6.6 مليار متر مكعب من المياه العذبة؛ وكذا تسريع مشاريع تعبئة المياه غير التقليدية، من خلال برمجة محطات لتحلية مياه البحر التي يتم حاليا إنجاز عدد مهم منها، بل منها من تم الشروع في العمل بها على غرار محطة تحلية مياه البحر المتواجدة بجهة سوس والتي ساهمت في حل مشكل مياه الشرب والسقي بعدد من مدن الجهة وفي مقدمتهم مدينة أكادير، إلى جانب كذلك دعوته للرفع من حجم إعادة استعمال المياه العادمة المعالجة، مع تعزيز التزود بالماء الصالح للشرب في العالم القروي، من خلال توسيع التغطية لتشمل المزيد من الدواوير وتعزيز الموارد اللوجستية والبشرية المعبأة. وقد حرص الملك محمد السادس على توجيه تعليماته بشكل استباقي لمواجهة الوضع الحالي في بلادنا في ما يخص مشكل الماء والجفاف وما لهما من آثار على قطاعات أخرى، خاصة الفلاحة، ليتضح مرة أخرى مدى فطنة جلالته وسرعة اتخاذه لمبادرات استباقية في قضايا كبرى تهم شعبه، وتساهم في مواجهة التحديات التي تواجهها بلادنا، ولعل أزمة جائحة كوفيد وطريقة تدبيرها في المغرب بقيادته خير مثال على ذلك.