على خلاف ما دأبت عليه في وقت سابق، نشرت قناة "فرانس 5" الرسمية خريطة المغرب كاملة دون وضع خط فاصل يعزل الأقاليم الجنوبية بالصحراء المغربية عن باقي مناطق المملكة. وذكرت القناة العبرية "I24News"، أن هذه الخطوة جاءت في ظل تراجع نفوذ فرنسا بالقارة الإفريقية جراء العديد من التحولات التي عرفتها المنطقة، آخرها الانقلابات التي شهدتها منطقة غرب شمال إفريقيا والساحل الإفريقي، وفي ظل الأزمة التي تمر منها العلاقات بين البلدين، وتزايد الدعم الدولي لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية. وأثارت هذه الخطوة، تساؤلات كثيرة حول ما إذا كان النظام الفرنسي قد اقتنع بالفعل بأهمية الشراكة مع المغرب، وتوجهه نحو إنهاء خلافه مع الرباط والإعلان عن الاعتراف بمغربية الصحراء، على غرار الموقف الإسباني والألماني والأمريكي والإسرائيلي وغيرهم من الدول، خصوصا وأنها خطوة جاءت بعدما وجدت فرنسا نفسها محاصرة داخل إفريقيا بدون منفذ، بعد سقوط نظام رئيس النيجر محمد بازوم. وكان الرئيس الفرنسي الأسبق، نيكولا ساركوزي، قد دعا قبل يومين الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون، إلى عدم محاولة بناء "صداقة مصطنعة" مع القادة الجزائريين، محذرا من أن تؤدّي هذه المحاولة إلى تدهور العلاقات بين باريسوالرباط. وسبق للملك محمد السادس، أن أكد ضمن خطاب الذكرى التاسعة والستين لثورة الملك والشعب، أن ملف الصحراء "هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات".