اليوم نشر عزيز غالي رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، استدعاء الى مقر الشرطة القضائية من أجل الاستماع إليه في قضية ما أصبح يعرف إعلاميا "ب "الدم الملوث " . و يإتي هذا الاستدعاء 15 يوما بعد ان وضعت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان شكاية بخصوص الدم الملوث. ليس الغريب أن الفرقة الوطنية تتحرك للاستماع الى إفادة الجمعية بخصوص شكايتها، و لكن الغريب هو كل هذا " الماكيافيليزم" و " شو" الذي استعمله غالي و المهداوي في طرح هذا الملف للرإي العام... للتذكير، خرج غالي في حوار على قناة الزميل المهداوي أعلن فيها أن ثلاثة أكياس دم أخذت من شخص مصاب بداء فقدان المناعة "السيدا"، تم العثور على كيس منها في حين تم نقل كيسين لسيدتين. وأن كيسا من الدم الملوث أعطي لمواطنة في مستشفى 20 غشت بالدار البيضاء، وآخر قدم لسيدة أخرى كانت تعالج بإحدى المصحات الخاصة بنفس المدينة عام 2019. قال غالي أنه استند في اتهاماته الى تقرير، لا يعرف له مصدر الى حدود الساعة، وأبرز رئيس الجمعية، في السياق ذاته، أن وزير الصحة خالد آيت الطالب كان على دراية بالموضوع و أمر بطي الملف! كذب مدير ديوان الوزير جملة و تفصيلا ما جاء على لسان عزيز غالي بل و أكد أن الفترة لا تخص حتى فترة استوزار خالد ايت الطالب... شاهدت حلقة غالي و المهداوي، حوار يتخدث فيه عزيز غالي بنبرة عنيفة و يلعب فيها المهداوي دور المستضيف الذي يفاجأ بكل كلمة يتفوه بها غالي ... و عمل الاثنان على توجيه اتهامات صريحة لحالد آيت الطالب حتى أن المهداوي قرأ جملة بالفرنسية و خطأ في تطق كلمة حولت معنى ما يقول غالي الى نقيضه... أعدت مشاهدة الحلقة مرتين، و بقي رأيي مستقرا على سؤالين. أولهما : ما الدافع وراء هذا الخروج لغالي و المهداوي مع كل هذا التهكم والتلاعب والتآمر؟ و ثانيهما: لماذا الخروج الاعلامي قبل ان نترك فرصة للمؤسسات لتقوم بعملها؟ فتذكرت، و تمعنت و فهمت جيدا ما يرمي له غالي و المهداوي! لا أملك أن أجزم أن التقرير حقيقي أم لا، و لن أسمح لنفسي بنقاش ملف هو الان قيد التحقيق، و لكن لي كامل الحق في أن اسائل بطلي هذا المسلسل عن طبيعة العمل الصحفي الذي قدمه المهداوي و شارك فيه عزيز غالي قبل حتى أن يصدر قرار رسمي في الموضوع. كنت قد أتفهم هذا الحوار لو خرج غالي ليفضح عدم أخذ شكايته على محمل الجد من طرف السلطات، و لكن السلطات استجابت و استدعت عزيز غالي ! صدقا، أظن أن جمعية حقوق الانسان تراهنً على البروبغاندا الاعلامية في ملفاتها فقط من أجل خدمة الاشخاص، ثم ، الى متى ستستمر هذه الجمعيةً في تقليد ملهمتها " ماما فرنسا"". أقول فرنسا لان عزيز غالي يحلم أن يعيد سينارير فضيحة الدم " الذي فجرته الصحافة الفرنسية في مقال للصحفية والطبيبة آن ماري كاستري سنة 1991 و كشفت فيه أن عمليات نقل الدم في فرنسا ما بين عامي 1984 و1985، شهدت نقل عينات ملوّثة بفيروس فقدان المناعة المكتسبة، وتعمّقت الصحفية أكثر في القضية عام 1992عندما نشرت كتاب "فضيحة الدم" التي بيّنت فيه كيف أن عدة مسؤولين كانوا على علم بفرضية وجود فيروس الإيدز الذي ظهر بداية خلال تلك السنوات. كان ذاك الملف واحدا من أخطر الملفات في تاريخ الصحافة العالمية، وذلك لأن الدم الملوّث الذي كان ينقله مركز نقل الدم الفرنسي بموافقة من وزارة الصحة الفرنسية، ولم يتوقف عند حدود فرنسا، بل وصل إلى عدة دول خارجها، ومنها دول عربية كالعراق الذي استوردت عام 1986 حوالي 500 قارورة دم من فرنسا، وما زال يثير الجدل كما وقع عند زيارة وزير الخارجية لوران فابيوس لإيران، بسبب شكوك إيرانية في إصابة بعض المواطنين بالفيروس بسبب الدم الفرنسي. هذا الأمر أدى إلى حينها الى وقوف كل من رئيس الوزراء الفرنسي في ذلك الوقت لوران فابيوس ووزيرة الشؤون الاجتماعية جورجينا دوفوا ووزير الصحة هنري إيرفي أمام المحكمة، لكن الثلاثة نالوا البراءة في حكم أثار انتقادات واسعة، كما حوكم عدد من الأطباء وعوقبوا بالسجن في هذا الملف. عزيز غالي و المهداوي يحلمان بفضيحة طبية و أزمة سياسية من حجم تلك التي أسقطت لوران فابيوس في عام 1985 و ليس التحرك و لا طريقة طرح الملف اعلاميا ببريئ من التحركات السابقك لبطلي القصة.. عزيز غالي و المهداوي يبحثان عن النجومية حتى لو كان الثمن عدم احترام اخلاقيات النشر و التصرف في نشر خبر ربما يكون صحيحا و ليس سليما!