نعم كما تسمعون. جبهة البوليساريو الانفصالية بالصحراء لها حظوظ وافرة كي يكون لها ممثل أو بالأحرى ممثلة في الكونغرس، أو الغرفة السفلى للبرلمان الإسباني، في شخص الناشطة الصحراوية تش سيدي التي من المحتمل جدا أن تفوز بمقعد برلماني في الانتخابات التشريعية المزمع تنظيمها يوم 23 يوليوز القادم. تش سيدي، المعروفة بعدائها الشديد للمغرب ودفاعها المستميت عن الطرح الانفصالي بالصحراء الذي تمثله جبهة البوليساريو بدعم من الجزائر، هي مهندسة معلوميات مختصة في البيغ داتا وناشطة حقوقية لها نشاط واسع وشبكات علاقات قوية داخل المجتمع المدنيالإسباني. ترشيح الناشطة الانفصالية في الرتبة الثالثة في لوائح حزب سومار"Sumar" أو حزب "لنجتمع" اليساري الجديد الذي أسسته مؤخرا نائبة رئيس الحكومة الإسبانية، يولاندا دياث والتي قفزت من سفينة حزب بوديموس الراديكالي الغارقة، يعتبر ضربة قوية لزعيم الحزب الاشتراكي ورئيس الحكومة، بيدرو سانشيز، الذي أصبح من أكبر الداعمين للموقف المغربي من نزاع الصحراء داخل النسيج السياسي الإسباني. وترشيح الناشطة الصحراوية جاء باقتراح من حزب "ماس مدريد" اليساري الذي دخل في تحالف مع حزب "سومار" لخوض غمار الانتخابات التشريعية السابقة لأوانها والتي دعا لتنظيمها رئيس الحكومة بعد الهزيمة القاسية التي مني بها حزبه، الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، في الانتخابات البلدية والإقليمية التي نظمت يم 28 مايو الماضي. حزب "ماس مدريد" تحصل في الانتخابات الجهوية الأخيرة بمنطقة مدريد على 27 نائب من أصل 135 نائب بالبرلمان المحلي. وإذا استعملنا الحسابات الرياضية ووفق "قانون هوندت" الذي تعتمده إسبانيا لتوزيع مقاعد الكونغرس البالغ عددها 350 مقعدا، فمن المحتمل جدا أن يتحصل تحالف "سومار" الذي انظم إليه حزب "ماس مدريد" على ما بين 4 و7 مقاعد برلمانية. تقديم الناشطة الصحراوية في المرتبة الثالثة على لوائح تحالف "سومار" متقدمة على رئيس حزبها الذي تم وضعه في الرتبة الرابعة لا يدع مجالا للشك أن اليسار الراديكالي الإسباني يسعى لتمكين جبهة البوليساريو الانفصالية من الحصول على ممثل وصوت داخل قبة البرلمان الإسباني ولكن منتخب بطريقة ديمقراطية من قبل الشعب الإسبانية. يولاندا دياث، المعروفة بدعمها القوي لجبهة البوليساريو ووقوفها ضد التقارب الأخير بين الحكومة الاشتراكية والمغرب، تسعى بهذه الطريقة زرع شوكة في حلق الحكومة الإسبانية المرتقبة التي ستنبثق عنانتخابات 23 يوليوز سواء فاز بها تحالف اليسار أو الأحزاب اليمينية التي تضم الحزب الشعبي وحزب فوكس العنصري. إنها السياسة يا سادة. *سعيد إدى حسن محلل سياسي وباحث بجامعة كومبلوتنسي بمدريد