في خطوة جديدة تؤكد عمق العلاقات الإسبانية المغربية وتطورها خلال الأشهر الأخيرة، على جميع الأصعدة والمستويات، أعلنت شركة "نافانتيا" العسكرية بإسبانيا عن موعد بدء صناعة فرقاطة "أفانتي 1400′′، المخصصة للمراقبة البحرية والموجهة للتصدير إلى المغرب. وحسب ما أفادت به وسائل إعلام إسبانية، فإن الشركة ستشرع في صناعة فرقاطة للمغرب خلال يوليوز المقبل، وذلك مباشرة بعد الانتهاء من صناعة فرقاطة مماثلة كانت قد طلبتها المملكة العربية السعودية. وكشفت ذات المصادر أن مهندسو الشركة الإسبانية الرائدة في الصناعة العسكرية شرعوا حاليا في إنشاء هندسة للفرقاطة قبل البدء رسميا في بنائها في الشهر القادم. وحول أهمية هذه الفرقاطة، ودورها في تعزيز القدرات العسكرية والدفاعية للمغرب، قال خبير الجيو-ستراتيجية، الشرقاوي الروداني، إنها ليست المرة الأولى التي تزود فيها شركة "نافانتيا" المغرب بزوارق عسكرية وفرقاطات، حيث بدأ التعاون بين المملكة والشركة منذ 1980. وأشار المتحدث ذاته أن هذه الصفقة تأتي في إطار الاتفاقيات الاستراتيجية بين المغرب وإسبانيا فيما يخص مكافحة الهجرة السرية وحماية الحدود. وكشف المتحدث ذاته في اتصال مع "برلمان.كوم" أن هذه الفرقاطة لها القدرة والمقومات على مراقبة وضبط المجال البحري المغربي، كما أنها تتوفر على منصة لنزول مروحيات الهيلكوبتير، ومدافع متطورة، وهو ما يبرر مبلغ الصفقة الذي يقارب 260 مليون أورو.. ويرى الشرقاوي الروداني، أن هذه الصفقة تأتي لتعزيز العلاقات المغربية الإسبانية على مستوى القوات البحرية، وخلق التوازن بين البحرية الملكية المغربية والبحرية الإسبانية. وبخصوص الجوانب الاقتصادية لهذه الصفقة، قال الخبير الاقتصادي رشيد ساري في تصريح "لبرلمان.كوم"، إنها مؤشر على تعدد العلاقات الاقتصادية وعدم اقتصار التعاون على المجالات الكلاسيكية فقط. ويرى المتحدث أن آفاق التعاون بين المغرب وإسبانيا أصبحت أكثر رحابة في المدة الأخيرة في ظل رغبة الجانبين في تطوير العلاقات والرفع من رقم المبادلات التجارية، وهو ما عبر عنه رئيس وزراء إسبانيا خلال زيارته الأخيرة للمغرب حين عبر عن رغبته في رفع رقم معاملات بلده مع المغرب لأربعين مليار أورو. وأضاف ساري، أن، هذه الصفقة العسكرية هي تحصيل حاصل لتطور العلاقات بين المغرب وإسبانيا، وهو التطور الذي سيعرف منحا تصاعديا خلال الفترة القادمة في ظل المواقف الإيجابية لمدريد اتجاه القضايا التي تهم الرباط، حسب ساري دائما. جدير بالذكر أن العلاقات المغربية الإسبانية، تعيش أزهى فتراتها منذ اعتراف مدريد بمشروع الحكم الذاتي كحل واقعي ووحيد لحل قضية الصحراء المغربية، خلال رسالة وجهها رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو شانسيز للملك محمد السادس شهر مارس العام الماضي.