حذر برنامج "نخرجو ليها ديريكت"، الذي يقدمه الإعلامي عبد العزيز الرماني، ويذاع مباشرة على إذاعة "برلمان راديو" ويبث على مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لها، ضمن حلقة اليوم السبت، من تداعيات أزمة الجفاف بالمغرب، إثر تراجع المخزون المائي وتأخر إنجاز السدود لضمان الأمن المائي للمغاربة. ومن أجل مناقشة هذا الموضوع، استضاف البرنامج، الذي يعالج قضايا الوطن برؤية مختلفة، بشكل حضوري الحقوقي والمحامي بهيئة الرباط عبد الفتاح زهراش، والمحامية بهيئة الدارالبيضاء كريمة سلامة. واستهل الإعلامي عبد العزيز الرماني، هذه الحلقة بالتأكيد على أهمية الماء كمادة حيوية، في جميع المجالات بالمغرب، منبها إلى تأخر إنجاز السدود المبرمجة بالمغرب. ويتوفر المغرب، الذي يواجه أزمة جفاف غير مسبوقة، على 145 سدا كبيرا بسعة إجمالية تفوق 18.6 مليار متر مكعب، و130 سدا صغيرا في طور الاستغلال، فيما من المقرر إنجاز 20 سدا كبيرا في أفق 2027، بسعة تخزين تقارب 27.3 مليار متر مكعب. وفي هذا الإطار، قال الرماني، إن "استيراد الماء أصعب ما قد نصل إليه"، بينما في المقابل، فإن أصعب ما نعيشه هو "تصدير الماء"، مشيرا إلى تراجع المخزون المائي بالمغرب إلى حوالي 4.4 مليارات متر مكعب بعدما كان يفوق 11 مليار متر مكعب. ولفت الإعلامي عبد العزيز الرماني، إلى الاجتماع الذي ترأسه الملك محمد السادس بالقصر الملكي يوم الثلاثاء الماضي، والذي خصص لتتبع البرنامج الوطني للتزود بالماء الصالح للشرب ومياه السقي 2020-2027. وعلاقة بذلك، أكد المتحدث، أن التوجيهات الملكية بشأن قضية الماء، والتي وردت في الخطاب الملكي الأخير أمام البرلمان خلال شهر أكتوبر تنطوي على "كلمة سر" مفادها "اليقظة والفعالية"، وهو ما ترجم من خلال تخصيص اعتمادات إضافية هامة بما يمكن من رفع ميزانية برنامج (2020-2027) إلى 143 مليار درهم، مع تعزيز استخدام التكنولوجية في هذا المجال، وتسريع وتيرة الربط بين الأحواض المائية. سلامة كريمة، المحامية بهيئة الدار الدار البيضاء، أكدت ضمن كلمتها، أن "الماء كان دائما هو منبع الحياة وموضوع السياسات العمومية لمختلف الدول، بحيث لا يمكن الاستغناء عنه، الأمر الذي جعل المغرب سباقا لذلك، إذ بلور الملك الحسن الثاني سياسة السدود التي جنبت المغرب من أزمة ماء كبيرة"، تقول المتحدثة. وعلى نفس المنوال، تابعت المتحدثة، بالقول، إن "الملك محمد السادس يخصص لهذا الموضوع أهمية كبرى"، مذكرة أنه منذ اعتلائه للعرش، فإن الملك حريص على هذه القضية ذات الطابع الاستراتيجي". وأشارت المحامية ذاتها، إلى أن "هناك عدة عوامل وراء أزمة الجفاف بالمملكة، بينها استنزاف الفرشة المائية، وتبذير الماء"، محملة جانب من المسؤولية عن هذه الأزمة إلى فشل المخطط الأخضر. ولم تفوت المتحدثة، الإشارة إلى أن أزمة الماء "أصبحت ظاهرة دولية تعاني منها مختلف البلدان"، مشددة في هذا السياق على ضرورة "ترشيد استعمال هذه المادة الحيوية بالمغرب". ومن جهته، استهل المحامي بهيئة الرباط عبد الفتاح زهراش، كلمته، بالتذكير بقول الله تعالى في كتابه الحكيم (وجعلنا من الماء كل شيء حي). وأبرز زهراش، أن التجربة المغربية في مجال السياسة المائية "يضرب بها المثل في عدد من البلدان الأجنبية"، منوها في هذا الصدد بالاهتمام الملكي بقضية الماء. واسترسل زهراش، بالقول، إن إشكالية الماء تتطلب الانخراط الجماعي وتعبئة وطنية لضمان استمرارية الحياة والتفاعل العاجل مع المبادرات الملكية، مذكرا بالخطابات الملكية السابقة التي أكدت على ضرورة التفاعل العاجل مع أزمة الجفاف وتسريع تنزيل الأوراش المرتبطة بهذه المادة. ودعا المحامي ذاته، إلى تقييم مدى نجاعة المخطط الأخضر، خصوصا ما يهم استنزاف بعض الزراعات للمياه، وإعادة النظر في السياسة الفلاحية الحالية. ولم يفوت البرنامج تقديم فقرة الكاريكاتير أنفلوس، حيث تم عرض عدد من الرسومات المعبرة عن أزمة الجفاف بالمغرب، وأيضا عن هجوم الصحافة الأجنبية على المملكة والمؤسسات المغربية. ويمكن متابعة حلقة اليوم السبت من برنامج "نخرجو ليها ديريكت" كاملة، على القناة الخاصة بإذاعة "برلمان راديو"، عبر الرابط التالي: