مع حلول الشهر الفضيل، يستعرض موقع "برلمان.كوم" لقراءه الأعزاء أشهر الأحداث التاريخية التي وقعت خلال شهر رمضان الأبرك، وبقيت راسخة في الأذهان، وذلك عبر سلسلة تحمل اسم "أحداث وقعت في رمضان". وسنتطرق خلال السلسلة الرمضانية، كل يومي الأحد والثلاثاء، لأبرز الأحداث التارخية التي جرت خلال شهر رمضان المبارك، وكان لها تأثيرها الكبير على الإسلام والمسلمين. مقال الحلقة الثانية من سلسلة "أحداث وقعت في رمضان" يستعرض حرب أكتوبر أو "حرب العاشر من رمضان" كما تعرف في مصر أو حرب تشرين التحريرية، فيما تعرف في إسرائيل باسم حرب يوم الغفران أو يوم كيبور، وهي حرب شنتها كل من مصر وسوريا على إسرائيل عام 1973، بدأت الحرب يوم السبت 6 أكتوبر سنة 1973، الموافق 10 رمضان 1393 ه، بتنسيق هجومين مفاجئين ومتزامنين على القوات الإسرائيلية؛ أحدهما للجيش المصري على جبهة سيناءالمحتلة وآخر للجيش السوري على جبهة هضبة الجولان المحتلة. وحسب ما ذكرت وسائل الإعلام أنذاك، حقق الجيشان المصري والسوري الأهداف الإستراتيجية المرجوة من وراء المباغتة العسكرية لإسرائيل، وكانت هناك إنجازات ملموسة في الأيام الأولى بعد شن الحرب، حيث توغلت القوات المصرية 20 كيلومترا شرق قناة السويس، وتمكنت القوات السورية من الدخول في عمق هضبة الجولان. وحدات الجيش المصري تعبر قناة السويس تدخلت الدولتان ( مصر سوريا) في ذلك الحين في سياق الحرب بشكل غير مباشر حيث زود الاتحاد السوفيتي وتشيكوسلوفاكيا سوريا ومصر بالأسلحة، بينما زودت الولاياتالمتحدة بالعتاد العسكري إسرائيل. في نهاية الحرب عمل وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر وسيطًا بين الجانبين ووصل إلى إتفاقية هدنة لا تزال سارية المفعول بين سوريا وإسرائيل، في حين بدلت مصر وإسرائيل إتفاقية الهدنة بإتفاقية سلام شاملة في "كامب ديفيد" 1979. نهاية الحرب انتهت الحرب رسميًا بالتوقيع على إتفاقية فك الإشتباك في 31 مايو 1974 حيث وافقت إسرائيل على إعادة مدينة القنيطرةلسوريا وضفة قناة السويس الشرقية لمصر مقابل إبعاد القوات المصرية والسورية من خط الهدنة وتأسيس قوة خاصة للأمم المتحدة لمراقبة تحقيق الإتفاقية. نتائج الحرب من أهن نتائج حرب أكتوبر استرداد السيادة الكاملة على قناة السويس، واسترداد جميع الأراضي في شبه جزيرة سيناء، وكذا جزء من مرتفعات الجولان السورية بما فيها مدينة القنيطرة وعودتها للسيادة السورية. ومن النتائج الأخرى، مهدت هذه الحرب الطريق لإتفاق كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل والتي عقدت في سبتمبر 1978م على إثر مبادرة أنور السادات التاريخية في نوفمبر 1977م وزيارته للقدس. وأدت الحرب أيضًا إلى عودة الملاحة في قناة السويس في يونيو 1975م. وعلى الرغم من مرور ما يقرب من 50 عامًا على حرب العاشر من رمضان، فإن ما تركته من آثار في ذاكرة الأجيال العربية التي عاصرت هذا الحدث، لا يزال حاضرًا ومحفورًا بوجدانها.