يحظى شهر رمضان برمزية دينية منقطعة النظير، بالنظر لعظيم الأحداث التاريخية التي تزامن وقوعها والشهر الكريم، وهو الأمر الذي يظهر بشكل جلي تزامنا مح حلول رمضان. في العاشر من رمضان المبارك سنة 1973، شنت كل من مصر وسوريا الحرب على إسرائيل، و عبر الجيش المصري قناة السويس محطما خط بارليف. وفي الظرفية الراهنة، أيام قليلة تفصلنا عن هذه الذكرى، التي تخلد حرب العزة والكرامة “العاشر من رمضان” والتى انتصر بها الجيش المصرى على الجيش الصهيوني، واستطاع أن يعيد لمصر فرحتها وكرامتها من جديد، وأن يحول مرارة كأس هزيمة 67 إلى ملحمة انتصارية خالدة. وتجذر الإشارة إلى أن “الله أكبر” رددها الجنود كصرخات مدوية تفتت في العدو الصهيوني وتقل من عزيمته وجبروته، حيث كان الجنود ينطلقون كالصاعقة الذي لا يقدر أحد على إيقافه. وبدأت الحرب فى الساعة الثانية من ظهر السادس من أكتوبر لعام 1973 والعاشر من رمضان الموافق 1393 هجريًا، وكان يوافق هذا اليوم عيد الغفران لدى اليهود، واقتنص الرئيس السادات هذه الفرصة بما عرف لديه من حيله ومكر، ليحدد هذا التوقيت ميعادًا للحرب فى وقت انشغال اليهود بعيدهم. وشن الجيشان المصري والسوري الهجوم على قواعد ومراكز الجيش الاسرائيلي، فقد هاجمت القوات المصرية تحصينات إسرائيل بطول قناة السويس وفي عمق شبه جزيرة سيناء، بينما هاجمت القوات السورية تحصينات وقواعد القوات الإسرائيلية فى مرتفعات الجولان. فى البداية، حشدت مصر 300,000 جندي في القوات البرية والجوية والبحرية، وتألفت التشكيلات الأساسية للقوات البرية من 5 فرق مشاة و3 فرق مشاة آلية وفرقتين مدرعتين إضافة إلى عدد من الألوية المستقلة، وتشمل لواءين مدرعين و4 ألوية مشاة و3 ألوية. وأنجزت القوات المصرية في صباح يوم الأحد 7 أكتوبر عبورها لقناة السويس، وأصبح لدى القيادة العامة المصرية 5 فرق مشاة بكامل أسلحتها الثقيلة في الضفة الشرقية للقناة، وانتهت أسطورة خط بارليف الدفاعي. انتهت الحرب رسميا بالتوقيع على اتفاقية فك الاشتباك فى 31 مايو 1974، حيث وافقت إسرائيل على إعادة مدينة القنيطرة لسوريا، وضفة قناة السويس الشرقية لمصر مقابل إبعاد القوات المصرية والسورية من خط الهدنة وتأسيس قوة خاصة للأمم المتحدة لمراقبة تحقيق الاتفاقية. من أهم نتائج الحرب استرداد السيادة الكاملة على قناة السويس، واسترداد جميع الأراضي في شبه جزيرة سيناء، واسترداد جزء من مرتفعات الجولان السورية بما فيها مدينة القنطرة وعودتها للسيادة السورية. ومن النتائج الأخرى تحطم أسطورة أن جيش إسرائيل لا يقهر والتي كان يقول بها القادة العسكريون في إسرائيل، كما أن هذه الحرب مهدت الطريق لاتفاق كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل والتي عقدت في سبتمبر 1978 على إثر مبادرة أنور السادات التاريخية فى نوفمبر 1977 وزيارته للقدس، وأدت الحرب أيضا إلى عودة الملاحة فى قناة السويس فى يونيو 1975.