تعيش الأمة العربية هذا الشهر ذكرى حرب 6 أكتوبر 1973 التي خاضت فيها الجيوش العربية حربا ضروسا ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في سيناء المصرية وهضبة الجولان السورية . وقد نجحت القوات المسلحة المصرية في تلك الحرب في عبور قناة السويس التي كانت توصف وقتها بأنها أقوى مانع مائي، واستولت على خط بارليف الحصين الذي كان يقال إنه يحتاج سلاحا نوويا لتدميره. وحقق الجنود المصريون انتصارات متوالية على قوات الاحتلال في شبه جزيرة سيناء التي شهدت معارك دبابات عنيفة. ولكن يوم 23 أكتوبر حدث تحول في مجرى الحرب، حيث استغل الجيش الإسرائيلي ثغرة بين الجيشين الثاني والثالث للعبور إلى غرب قناة السويس عند منطقة الدفرسوار، وتم تطويق جزء من الجيش الثالث، بينما تدفقت الأسلحة الأميركية إلى الإسرائيليين عبر جسر جوي. وفي مطلع عام 1974 ، تم الإعلان عن شروط اتفاق فض الاشتباك بين مصر وإسرائيل الذي تم توقيعه في الكيلو 101 من طريق القاهرةالسويس، فعادت بموجبه قوات الجانبين إلى خطوط 22 أكتوبر 1973 التي وصل فيها الجيش المصري إلى عمق يتراوح بين 12 و15 كيلومترا داخل سيناء. وتجلت خلال حرب أكتوبر أبرز مظاهر التضامن العربي باستخدام سلاح النفط ضد الغرب، وهو ما لم يتكرر بعد ذلك في محن مر بها الوطن العربي. وقد تباينت مواقف الخبراء العسكريين والمراقبين السياسيين بشأن حجم الإنجاز العسكري الذي حققه العرب في حرب أكتوبر ودور القرارات السياسية للرئيس المصري السابق محمد أنور السادات في الحرب.. ومضى السادات قدما في سياساته، وفاجأ العالم بزيارته للقدس عام 1977 ، وتوقيعه معاهدة كامب ديفد للسلام مع إسرائيل 1978. وإثر تصاعد الأزمة السياسية الداخلية في مصر بعد كامب ديفد، اغتيل السادات خلال عرض عسكري احتفالا بالنصر في السادس من أكتوبر 1981. وأتمت إسرائيل انسحابها من سيناء بموجب معاهدة كامب ديفد يوم 25 أبريل 1982. بعد هذا ، ما زال المواطن العربي يتطلع إلى حلم التضامن الذي يراه بعيدا مع توالي الأيام ، خاصة أمام العجرفة الإسرائليلية التي تعيث فسادا في أرض فلسطين السليبة ، وفي الجولان السورية ، واستهتارها بالقوانين والقرارات الأممية والدولية .. إنه حلم طال انتظاره .. لكن ما زال هناك أمل في انتفاضة عربية تحفظ الكرامة ، وتعيد العزة للأمتين العربية والإسلامية .