أعلنت شركة "ساوند إنرجي" المتخصصة في التنقيب عن الغاز بالمغرب، عن مستقبل واعد للمملكة في مجال إنتاج الغاز، سيمكنها من تغطية الطلب الداخلي، وتزويد الأسواق الأوروبية بكافة حاجياتها، الأمر الذي سيغير من قواعد اللعبة بالمنطقة المتوسطية، سيما في ظل سياسة الجارة الجزائر، أحد أهم منتجي الغاز، باعتبارها شريكا متقلبا وغير موثوق به بالنسبة لمختلف الأسواق العالمية. وجاء في تصريح الرئيس التنفيذي لشركة ساوند إنرجي، غراهام ليون، خلال حوار له مع مجلة "بتروليوم إيكونوميست"، أنه إضافة إلى أنشطتها في حقل تندرارة الموجود شرق المغرب، وقعت الشركة مؤخرا اتفاقا للتنقيب عن الهيدروكربونات قبالة السواحل المغربية، كما أنها تمتلك حصة بنسبة 35% في رخصة بوجدور أتلانتيك البحرية الواقعة في المحيط الأطلسي، وجل هذه الاستثمارات تدل على قناعتها بالمستقبل الواعد للمملكة في مجال إنتاج الغاز. وحول أنبوب ميدغاز، الذي كان يستعمل لنقل الغاز الجزائري، عبر الحدود المغربية، نحو الأسواق الأوربية، وتم تعطيله بسبب مزاجية وتقلبات العسكر الجزائري، فقد أوضح غراهام ليون، أن الشركة ستعمل على تطوير هذا الأنبوب، وإعادة استعماله من خلال ربطه بحقل تندرارة الذي يبعد عنه بحوالي 120 كلم، بهدف تزويد كافة محطات توليد الطاقة التي كانت في وقت سابق تعتمد على الغاز الجزائري بالمنطقة. في نفس السياق، أكد غراهام ليون أن الغاز المحلي المكتشف لا يضمن أمن الطاقة للبلاد فحسب، بل سيخلق ثروة للمغرب من خلال الحصة التي يمتلكها المكتب الوطني للهيدروكربورات والمعادن البالغة 25%، فضلًا عن المزايا الإضافية للعمالة والاستثمار وتعزيز الإيرادات، واصفا اكتشافات الغاز الخاصة بشركة ساوند إنرجي بأنها تغيير حقيقي لقواعد اللعبة في المغرب، بحيث "يمكن لتطوير حقل تندرارة أن يؤدي دورًا كبيرًا في تحقيق طموحات المغرب"، يقول غراهام ليون. وفي معرض جوابه على سؤال حول احتمال إجراء المزيد من الاكتشافات في حقلي تندرارة الكبير وأنوال، قال غراهام ليون، بأن الدراسات الجيولوجية والجيوفيزيائية أكدت وجود إمكانات كبيرة بالتراخيص الاستكشافية، مشيرا إلى أن هناك توقعات بوجود أكثر من 20 تريليون قدم مكعبة، وبعضها يتضمن موارد غاز مكتشفة لمشغلين سابقين، وليست جزءًا من حقل تندرارة هورست. وأكد نفس المسؤول أن الشركة من خلال مشروع الغاز المسال الصغير، الذي شيدته الشركة، يفتح المجال أمام البنية التحتية في المنطقة لتسريع تطوير أي اكتشاف تجاري؛ ومن ثم تمهيد الطريق لمزيد من أنشطة التنقيب والاستكشاف في شرق البلاد. وفيما يتعلق بالتراخيص الممنوحة للشركة بمنطقة سيدي مختار، أكد غراهام ليون أن المشروع في مرحلة الدراسات، حيث تتطلب تقييمًا جيوفيزيائيًا قبل تحديد حجم الموارد.