خلف نشر أحد المواقع الإلكترونية لمقال تحت عنوان "أبو خلال، سلفي، بالمنتخب الوطني"، ردود فعل غاضبة سواء من طرف رواد مواقع التواصل الاجتماعي أو من طرف مؤسسات رسمية وجمعوية داخل المغرب وخارجه. ومن بين الانتقادات الشديدة التي وجهت لكاتب هذا المقال أنه يتناول باللوم والتحذير حرية الرأي والممارسة الدينية لدى لاعب مغربي خلوق ومجتهد في حياته الرياضية والاجتماعية. وقد رفضت التدوينات والمقالات والبلاغات الصادرة ما جاء في المقال المذكور جملة وتفصيلا، خاصة وأن نشره يتزامن مع إنجازات كبيرة واستحقاقات مبهرة حققها المنتخب المغربي، كما أن اللاعب المعني بالمقال استقبل ووشح من طرف جلالة الملك ولو كانت هناك أي ملاحظات على سلوكه أو تطرفه لما حظي هذا اللاعب باستقبال المغاربة وعاهلهم. وقد توقفت العديد من الأقلام المغردة والمدونة عند مضامين المقال واعتبرتها سلوكا تنمريا ضد لاعب خلوق ومتميز ومحب لوطنه. ولم يتوان بعض المتعاطفين مع زكرياء أبو خلال عن تشبيه المقال المذكور بالمضامين التي وردت في قناة خاصة ألمانية تشبه إشارات الشكر والحمد لدى لاعبين مغاربة بحركات اعتاد قادة الإمارة الإسلامية في أفغانستان القيام بها. إلا أن القناة الألمانية وبعد أن ووجهت باستنكار دولي عارم سارعت إلى الاعتذار، وهو ما انتظره وما توخاه العديد بكل مهنية واحترام، من الموقع المغربي المذكور. وكانت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والمجلس الوطني للصحافة، قد احتجا بدورهما، واحتفظا لنفسيهما بإمكانية اللجوء إلى مساطر قضائية أو تأديبية ضد المقال وصاحبه. كما نشر يوم أمس نادي "تولوز" الممارس بالقسم الممتاز الفرنسي تدوينة استنكر فيها الاتهامات الموجهة إلى لاعبه زكرياء أبو خلال، مؤكدا دعمه وحمايته للاعب. وجدير بالذكر أن التوابت التي ينص عليها الدستور المغربي، تؤكد بوضوح على حرية التعبير والرأي المبني على حرية العقيدة وعدم المس بالمشاعر والاعتقاد غير المؤذي أو المتطرف، وحرية الممارسات الدينية، وهي مبادئ تابثة يسهر القانون المغربي على حمايتها، في ظل احترام الاختلاف في الرأي وفي الممارسات غير المنحرفة عن مرجعيات المغرب. وأخيرا، فإن المهم اليوم في هذه المرحلة بالضبط، ليس هو التوقف عند هذه الملاحظات الجانبية، بل يجب استخلاص الدروس من الإنجاز التاريخي الذي حققه الأسود، وسلك سبل استثماره على جميع المستويات سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية، من أجل المضي قدما إلى الإمام. وحقق "أسود الأطلس" إنجازا غير مسبوق بالتأهل إلى نصف نهائي مونديال قطر، وبذلك نجح المنتخب في كتابة تاريخ جديد للكرة العربية والإفريقية وبات المغرب ثالث منتخب من خارج أوروبا وأمريكا الجنوبية يتأهل إلى المربع الذهبي في نهائيات كأس العالم بعد الولاياتالمتحدة عام 1930، وكوريا الجنوبية في 2002. ويلعب زكرياء أبو خلال، 22 عاما، لنادي تولوز الفرنسي، وقد أحرز هدف المغرب الثاني في كأس العالم بمرمى بلجيكا حيث فاز المنتخب المغربي بهدفين للا شيء (2-0).