أخرج الفوز التاريخي للمنتخب المغربي على نظيره البلجيكي يوم الأحد الماضي بهدفين نظيفين ضمن منافسات الجولة الثانية من بطولة كأس العالم 2022 المقامة بقطر، المغاربة إلى الشوارع للاحتفال بشكل هستيري بهذا الانتصار الكروي المستحق. ويأتي هذا الأمر، ليدخل فرحة كبيرة على قلوب المغاربة، رغم الأزمات التي يعيشها المواطنون إثر استمرار ارتفاع الأسعار وتداعيات جائحة فيروس كورونا، كما سبق وكشفت عنه معطيات المندوبية السامية للتخطيط بشأن الاكتئاب والحالة الصحية للمغاربة. وعلاقة بهذا الموضوع، قال الخبير النفسي والأخصائي الاجتماعي محمد حبيب، إن "الفرحة التي أدخلها فريق المنتخب الوطني على قلوب كل المغاربة، كانوا في أمس الحاجة إليها للتنفيس عن الذات ولو بشكل مؤقت". وأفاد الخبير، في تصريح ل"برلمان.كوم"، أن ذلك يأتي لإظهار بصيص من الأمل حول وجود شيء جميل على الأقل، بالنظر إلى ارتباط المغاربة بفريقهم الوطني، وما يعكسه ذلك من حبهم لبلادهم". محمد حبيب، أخصائي اجتماعي وباحث في علم النفس وتابع حبيب: "طبعا، المغاربة يستحقون ذلك، لكنهم يعانون بشكل يومي من صعوبة الحياة، جراء ارتفاع الأسعار وتدهور قدرتهم الشرائية، مما يجعل هذه الفرحة الكروية مؤقتة في زمانها". وفي هذا الصدد، استطرد المتحدث: "في الحقيقة، ما يفرح المغاربة أكثر هي أن تكون جيوبهم ممتلئة، وأن يعيشوا حياة سعيدة، ويطمئنوا لمستقبل مضيء خال من الضبابية والتعقيدات"، مناديا بهذا الخصوص بضرورة خلق "وزارة للسعادة وتعيين وزير مهتم بذلك ضمن تشكيلة الحكومة، في ظل ما يعاني منه المغاربة من أمراض نفسية كالإكتئات التي تسبب حالات الانتحار"، مستندا في ذلك على أرقام مندوبية التخطيط. ودعا الخبير النفسي ذاته، إلى إعادة النظر في السياسة الصحية النفسية للمغاربة، وإعداد برامج للتوعية والتحسيس ومرافقة المصابين بالأمراض النفسية، كتوفير منشط اجتماعي في الأحياء، معتبرا أن ذلك ستكون له نتائج إيجابية. وأبرز حبيب، أن انتصار المنتخب الوطني وما يتنج عنه من مشاعر الفرح له دور "العلاج الجماعي للمجتمع المغربي"، مشيرا إلى أن ذلك ينشر روح التحدي وتجاوز الصعوبات. وحقق المنتخب المغربي، يوم الأحد الماضي، انتصارا تاريخيا على نظيره البلجيكى على أرضية ملعب "الثمامة" بقطر، بهدفين دون رد، فيما من المنتظر أن يواجه يوم غد المنتخب الكندي في مباراة مصيرية من أجل العبور إلى الدور الثاني من منافسات مونديال قطر.