ليس اعتباطا أو توددا أن منح برلمان.كوم سنة 2018 لقب "رجل السنة"، للحموشي ورجالاته ضمن التقليد السنوي الذي درج عليه باختيار مع نهاية كل سنة إحدى الشخصيات البارزة ذات العطاء المتميز في مجالات مختلفة إما رياضية أو موسيقية أو أدبية أو علمية أو حتى اجتماعية وغيرها. وقد ارتأى برلمان.كوم أن يمنح هذا اللقب ليس لرجل واحد، بل لرجالات انصهروا جميعا في بوتقة الوطن الآمن ليشكلوا كتلة واحدة في مواجهة التحديات الأمنية بتشعيباتها المختلفة. لم يكن برلمان.كوم وهو يمنح هذا التشريف للحموشي، المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، ليُدخل في حساباته أنه يمنحه معه شهادة تقديرية عليا ستؤهله، وباستحقاق وجدارة كبيرين، لعضوية التشكيل الجديد للمجلس الأعلى لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية. فقد تم اختيار عبد اللطيف الحموشي ضمن هذا التشكيل الذي يرأسه سمو الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف، وزير الداخلية. ومن مهامه رسم السياسة العامة للجامعة والإشراف على شؤونها العلمية والإدارية والمالية، واتخاذ القرارات التي تكفل التحقيق الأمثل لأهدافها مع اعتماد إنشاء الكراسي العلمية بالجامعة. ولم يكن برلمان.كوم يتوقع وهو يمنح لقب "رجل السنة" للحموشي ورجالاته أيضا، أنه يمنحهم بهذا التشريف وسام استحقاق من الدرجة الرفيعة سيؤهلهم فيما بعد لتأمين أكبر حدث رياضي في كوكب الأرض تحتضنه الشقيقة قطر. ولم يكن يخطر ببال أي مواطن مغربي، عربي، إفريقي أو حتى آسيوي أن يوشح رجالات الحموشي صدورهم بالذهبية الأمنية لمونديال 2022 بعد منافسة قوية مع دول أوربية وأمريكية لها باع في الاحترافية الأمنية والجاهزية التقنية والمعنوية لتأمين المباريات خلال فترة كأس العالم التي تستمر 28 يوما، وضمان أمن وسلامة شعوب العالم التي ستتقاطر على الدوحة من أقضى المعمور إلى أقصاه..ذهبية تذكرنا بأخرى نالها النشيد الوطني المغربي في مونديال 2018 بروسيا، من بين كل أناشيد الدول المشاركة في المونديال. التكليف الأمني يؤكد مكانة المغرب في رسم وتنفيذ الاستراتيجيات الأمنية المشهود بفاعليتها ونجاعتها داخل الوطن وخلف الحدود، وهو إلى جانب ذلك شهادة فخرية لرجال أبانوا عن تفاني وتضحية ناذرين من أجل توفير ظروف آمنة للمواطنين. فمن الوقاية من الأعمال الإرهابية إلى تفكيك الشبكات الوطنية والدولية للاتجار في المخدرات، مرورا بتفكيك عصابات السرقة بمختلف أنواعها، دون إهمال الجريمة الصغيرة التي تكدر صفو الحياة اليومية للمواطنين في كل أرجاء العالم، ودون نسيان أيضا المساعدة الثمينة المقدمة لعدد من الدول الصديقة والشقيقة في مجال التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، تقوم عناصرنا الأمنية، رجال ونساء، بمهامهم على الوجه الأكمل لكسب الرهانات الأمنية دون أن يعوزهم الشح في الإمكانات. ولا يسعنا ونحن نستحضر هذه الإنجازات، إلا أن نوجه كل الإشادة والتحية لهؤلاء الرجال الذين سيسهرون اليوم على توفير الأمن والسلامة للناس من كل الأجناس. إشادة وتقدير كبيرين أيضا لرئيسهم الذي يقود فريقه بكفاءة واحترافية عالية..رجل مكّن المغرب من اقتحام مرحلة تحديث آليات عمل الجهاز الأمني تعتمد أساليب العمل الاستباقي لدرء المخاطر والحفاظ على الآمن والسلم الاجتماعيين في ظل احترام حقوق الأفراد والجماعات. وقد حرص الحموشي، الرجل الكتوم الي يفضل الاشتغال في صمت، على اختيار وبتنسيق مع فريق عمله، نخبة من أفضل الأطر الأمنية (عمداء، ضباط، مفتشون، رؤساء المصالح، مراقبون...) من أجل تنسيق عمل الوفد الأمني والاستعلامي المغربي والتعامل الفوري والإيجابي مع كل طارئ يكدر صفو المونديال من الناحية الأمنية في الفترة ما بين 18 نونبر و20 دجنبر 2022، تاريخ إقامة الحفل الكروي العالمي.. وكلنا على يقين أن الأجهزة الأمنية المغربية ستجتاز بتفوق أول امتحان أمني عالمي، وتفنّد بذلك مزاعم تجار حقوق الإنسان وخدام الإعلام الأجنبي على أن المؤسسات الأمنية المغربية هي مؤسسات قمعية خارجة عن القانون.. اختيار المغرب لتأمين مونديال قطر هو شهادة إثبات على أن الهدف الأساسي من تلك الحملات لم يكن سوى تشويه سمعة الأمن المغربي وضرب الاستقرار السياسي بتقارير ومقالات مؤدى عنها عن خروقات مزعومة لا أساس لها. وبالرغم من الحملات العشوائية التي نسجتها أنظمة معادية ومنظمات تقول عن نفسها إعلامية وحقوقية، لتلطيخ سمعةالمؤسسة الأمنية المغربية، إلا أن النتيجة جاءت معاكسة تماماحيث إصرار قطر، الدولة المحتضنة لكأس العالم، على الاستفادة من الخدمات الأمنية المغربية في ظل تعزيز التّعاون الأمني بين البلدين، كاف وحده لتقديم البرهان على مصداقية واحترافية المؤسسة الأمنية المغربية، بما يثبت للجميع أن سمعتها وكفاءتها تتجاوزان ما هو وطني وقاري لتتسجل نفسها في كاتالوغ المؤسسات الأمنية العالمية. والخلاصة أن استعانة قطر بالخبرات المغربية في مجال تأمين المنشآت والمباريات الرياضية، تنسجم مع الإصلاحات العميقة التي تشهدها الأجهزة الأمنية المغربية، على يد رجُلها الأول، عبد اللطيف الحموشي، بشكل جعلها تحظى بتقدير الكثير من الدول الكبرى الرائدة في هذا المجال. فأنتم يا عناصر الشرطة الساهرون على تأمين مونديال قطر، عمداء كنتم أو ضباطا أو مفتشين، اعلموا أن المغاربة جميعهم يشكرونكم على نعمة السلامة والأمن ويقولون لكم أنتم أسود المونديال وأنتم الأجدر بميداليته الذهبية. فتنظيم تظاهرة بمثل حجم مونديال قطر ليس نزهة سياحية يمكن اختزالها في عدد الملاعب التي سيتم زيارتها، بل هي مهمة محفوفة بالمخاطر والتهديدات الأمنية تفرض التحلي بروح عالية من اليقظة والجاهزية والمسئولية. واختيار المغرب لم يأت لخدمة الدولة الشقيقة، قطر، فقط بل لخدمة شعوب العالم أيضا.