كشفت مجلة "جون أفريك"، الفرنسية، خلفيات الزيارة التي قام بها عبد اللطيف الحموشي المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، إلى قطر، ولقائه عدد من المسؤولين في العاصمة القطريةالدوحة. واستنادا لما أوردته "جون أفريك"، فإن قطر وقعت مع المغرب اتفاقية للتعاون بمناسبة مونديال قطر 2022 تنص على إيفاد عدة آلاف من رجال الأمن للمشاركة في التغطية الأمنية للحدث، مضيفة أن الاستعدادات لكأس العالم المقبلة التي ستقام في الفترة من 21 نونبر إلى 18 دجنبر في قطر، دخلت المرحلة النهائية.
ويشكل تنقل الجماهير تحدٍ لوجستي حقيقي، ولكنه تحدٍ أمني أيضًا، وهو ما دفع الدوحة إلى استخدام وسائل رئيسية ومضاعفة اتفاقيات الشراكة. لذلك طلبت السلطات القطرية من بعض الدول الصديقة من بينها تركيا والمغرب الحصول على دعم في مجال المخابرات والأمن.
محمد أكضيض، الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، يرى في خلفيات استعانة قطر بالخبرة الأمنية المغربية، لدعم الدوحة في تأمين مونديال 2022، إلى العلاقات المغربية القطرية، معتبرا أن "هذه هي علاقة أشقاء وضمانة هذه العلاقات هي الحكامة الرشيدة للملك محمد السادس وأمير قطر، وقد تبث غير ما مرة في مراحل سياسية أن المغرب وقطر لهم هذه الجودة في العلاقات الشقيقة بالضبط، وقطر الآن هي أحد المحاور السياسة العالمية ليست بالدولة السهلة ولكن مؤثر فاعل أساسي فيما يدور في هذه السياسة العالمية سواء في اتجاه الدول العظمى أو دول الخليج أو الدول العربية الشقيقة والصديقة ومن بينها المغرب".
وأضاف أكضيض، في تصريح ل"الأيام24″، أن "قطر اليوم تمثل أحد أهرام السياسة العالمية وكذلك حازت بشرف تنظيم مونديال 2022، رغم مساحتها وعدد سكانها والذي لا يتجازر الكثير بالتالي، ولهذا المغرب تلقت دعوة كريمة من قطر للمساهمة في تأمين هذه التظاهرة الرياضية العالمية، والتي تدور لأول مرة في دولة عربية شقيقة من دول الخليج".
وأوضح الخبير الأمني أن "هذا يبين مكانة قطر الدولية، وكذلك مكانة المغرب في محور أساسي في السياسة الأمنية في العالم، ليس على الصعيد القارة الأفريقية أو الأوروبية، بل على الصعيد الدولي كذلك".
ولفت أكضيض، أن "هنا لا بد أن نشير كذلك أن دعوة قطر إلى عبد اللطيف الحموشي المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، تبين أن هذا الاهتمام بالتجربة المغربية وخاصة في مجال الأمن والتنظيم والاستخبارات كذلك، ورغم أن قطر من الدول الانجلوسكسونية، فهذا لا يعتبر حاجزا في أي يساهم المغرب ويشارك في دعم هذه التظاهر العالمية الكروية في التنظيم الأمني والاستخبارات، باعتبار أننا أمام جيل من أجيال الأمن الوطني، الذي يتوفر على شهادات عليا وكفاءات، وأنه كذلك لو راجعنا المعهد الملكي للشرطة، فإن هناك تدريس لهؤلاء المتدربين لمادة الإنجليزية، ناهيك كما قلنا أن هذا الجيل يتوفر على شهادات عليا تقنية ولغوية تمكنه وفي جميع التخصصات بالإنخراط بشكل إيجابي، في أن يكون المغرب في أحد الدول المساهمة في تأمين هذه التظاهرة الكروية العالمية".
وأشار إلى أن "المغرب يتوفر على قاعدة بيانات وتجربة رائدة في محاربة الإرهاب والتنظيم كذلك، وحتى في وضع الخرائط الأمنية المناسبة لمثل هاته التظاهرات، وحتى من اللغة الإنجليزية سيكون هناك كفاءات قادرة على تدبير الملائمة بوضع تنظيم محكم يكون لائقا ويشرف المملكة المغربية.
ووفقًا للتوقعات ، فإن دولة قطر ، التي يقل عدد سكانها عن 3 ملايين نسمة ، ستستقبل حوالي 1.5 مليون من المشجعين ، وهو تدفق بشري يعادل 50 ٪ من سكانها.
تجدر الإشارة إلى أن وفدا من الشرطة المغربية برئاسة المدير العام للأمن الوطني عبد اللطيف حموشي كان قد شارك في أعمال مؤتمر "الميل الأخير من مونديال قطر لكرة القدم 2022" ، الذي عقد يومي 22 و 23 مايو بالدوحة.